لا يزال قطاع السياحة بالجزائر يعرف العديد من الاختلالات التي تحول دون التعريف بالمنتوج السياحي بسبب نقص الهياكل القاعدية والموارد البشرية المؤهلة ما يستدعي اعتماد أساليب أخرى كالشراكة للنهوض بهذا لقطاع الذي يعد من أهم الاقتصاديات التي من شأنها المساهمة في القضاء على الفقر والبطالة. نقاط تطرق إليها ممثلون عن المنظمة العربية للسياحة بمنتدى الصحافة »المجاهد« أمس من خلال طرح الشراكة كخيار لتشجيع الاستثمار والتعريف بالمنتوج الطبيعي والثقافي والصناعة التقليدية التي تزخر بها الجزائر في إطار ال 40 برنامج المسطر من طرف المنظمة والموجه لكافة الدول العربية. واعتبر الأمين العام للمنظمة العربية للسياحة المختار ولد محمد الأمين الحضرامي في هذا الإطار أن الجزائر صنفت من بين اكبر الدول التي تمتلك إمكانيات سياحية جبارة وغير مستغلة وعليه فان المنظمة ومن خلال إشراك البنك الإسلامي للتنمية في المجال السياحي سيتم تمويل المشاريع والاستثمارات والرفع من جاهزية الشباب للولوج في هذا القطاع بكل ثقة. وأوضح المختار ولد محمد الأمين الحضرامي أن المنظمة العربية للسياحة وقعت العديد من الاتفاقيات بهذا الشأن كاتفاقية ضمان الاستثمار في المجال السياحي وكذا لتأمينه واتفاقية لتعيين المنظمة كوكيل للترويج لخدمات البنك الإسلامي للتنمية في مجال تأمين الاستثمار الأجنبي في قطاع السياحة في الدول العربية وغيرها.... وحول حجم الخسائر التي تكبدتها السياحة العربية خلال 2011 قال الحضرامي أنها بلغت 7 ملايير دولار بسبب ما شهدته الدول العربية من ثورات واضطرابات مدنية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعد من بين الأخطار التي تغطيها المؤسسة الإسلامية للاستثمار بنسبة 90٪ عبر بواليص تأمين مختلفة سواء تلك المتعلقة بالمساهمة في رأس المال أو تسهيلات التمويل أو لضمان القروض. من جهته كشف خالف عبد الرؤوف مدير الاستثمار على مستوى وزارة السياحة عن برنامج مسطر من قبل الوصاية للنهوض بهذا القطاع منها توفير 65 ألف سرير سياحي في طور الانجاز والسعي إلى تحقيق 75 ألف سرير مع حلول 2015 الذي يعد تحديا إلا انه يمكن تحقيقه من خلال المزج بين القطاع العمومي والخاص متوقعا استقبال 5.2 مليون سائح خلال نفس الفترة، إلى جانب تحسين الهياكل لاستقبال السياح و تبني الجزائر الكثير من التسهيلات للحصول على قروض. وفي إطار تشجيع الشراكة كشف المتحدث عن احتضان الجزائر لملتقى حول السياحة الطبيعية أو البيئية على هامش الصالون الدولي للسياحة في ماي المقبل أين سيتم دعوة المؤسسات الإقليمية والدولية للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة. وفي جوان سيتم تنظيم »خطة تعرف على وطنك العربي« أين سيزور وفد من الشباب العربي الجزائر بهدف التعريف بإمكانياتها السياحية الثقافية والطبيعية، مشيرا إلى ضرورة توفر إعلام قوي للترويج بإمكانياتنا السياحية وتحسيس المواطنين بأهمية هذا القطاع عبر تمتعه بالثقافة السياحية. من جانبه أوضح إبراهيم أبو هليل المدير التنفيذي المكلف بحملة التنشيط السياحي المكلفة بملف الجزائر في المنظمة العربية أن تشجيع الاستثمار في المجال السياحي سيكون من بين أهم الخطط التي سيتم تدارسها مع الوزير ميمون إسماعيل سواء ما تعلق بالمشاريع التي هي في قيد التنفيذ أو المتوقعة أو ما هو مطلوب إلى جانب تطوير البنى التحتية بالواقع السياحية مشيرا إلى تسجيل إرادة حقيقية لدى السلطات الجزائرية للنهوض بقطاع السياحة.