لم يستمر ارتياح المواطنين بفتح الطريق السريع، الرابط بين الجزائر والبويرة، أكثر من أسبوعين، ليتم غلقه بنفق الأخضرية، ليعيد إلى المواطنين معاناتهم اليومية مع الاختناق المروري بالطريق الوطني رقم 5 الذي لم يعد يستوعب التدفق المستمر لملايين المركبات، كونه يعد شريانا اقتصاديا قبل أن يكون طريقا للمارة الذين يضطرون لتجاوز نقاط الاختناق في تنقلاتهم اليومية. عادت صور الاختناق المروري إلى الطريق الوطني رقم 5، خاصة في شطره بين الأخضرية وبن رحمون، والتي ولدت معاناة كبيرة للمواطنين إثر عودة تدفق السيارات القادمة من الشرق، وتلك القادمة من منطقة القبائل عبر الطريق الوطني رقم 12، للالتقاء في نقطة الثنية ليواجهوا 5 نقاط سوداء تجعل مسافة 40 كم التي تقطع في أقل من ساعة لا يتم قطعها في أقل من ساعتين في أحسن الأحوال، حيث يعيش المارة على أعصابهم طوال هذه المدة انطلاقا من فج الأخضرية التابعة إداريا لبلدية عمال. وتصطف طوابير السيارات من نفق سيد أحمد زروق لغاية الحاجز الثابت للدرك الوطني بمنطقة ثيميزار، بعدها يتنفس المسافرون الصعداء من الحاجز بثيميزار ثم بلدية عمال، ليبدأ فصل جديد من الاختناق بمجرد ظهور طلائع سكنات مدينة بني عمران، حيث يمتد طابور لأكثر من كيلومتر يزداد طوله من ساعة إلى ساعة ويصل الذروة خلال الساعة العاشرة صباحا. وبعد التخلص من كابوس بني عمران، يأتي أثقل فصل في فصول المعاناة، وهي منطقة الثنية التي توجد بها ثلاث نقاط سوداء، أولها الحاجز الأمني عند مدخلها ثم منطقة التقاء الطريقين الوطنيين رقم 12 ورقم 05، وأخيرا منطقة اللوز بين الثنية وتيجلابين. وفيما يرتاح المسافرون في منطقة تيجلابين التي تشهد طريقها اختناقا حادا يوم الخميس نظرا لاحتضانها للسوق الأسبوعي للسيارات، يبدأ كابوس بن رحمون، فبالرغم من فتح الطريق الإجتنابي الثاني زرالدة بودواو إلا أن المنطقة لاتزال نقطة سوداء تشهد اختناقا مروريا كبيرا. ليبقى السد الأمني عند مدخل العاصمة هو المكان الوحيد الذي عرف انفراجا في أزمته بعد فتح الطريق الإجتنابي الثاني. المواطنون لم يفرحوا كثيرا بقرار وزير الأشغال العمومية، عمار غول، الذي أمر بفتح الطريق السريع، ليعلن بعد أسبوعين الوزير الأول أحمد أويحيى غلقه بدعوى الأخطار المترتبة عن أنفاق بوزڤزة وإعلان انطلاق الأشغال مجددا.. فاتحا المجال لمسلسل جديد يعرف المارة أطوارها كاملة.