دعا مستعملو المدخل الغربي للعاصمة إلى تدخل مصالح النقل والأشغال العمومية، لإيجاد حل للاختناق المروري اليومي بالمنطقة، حيث يضطر بعض المسافرين إلى النزول من الحافلات والسير على الأقدام لأكثر من كيلومترين قبل بلوغ محطة النقل عند مدخل بلدية بئر مرادرايس، في حين يستغل السائقون كل مساحة الطريق بحثا عن منفذ للهروب من الازدحام الذي يدوم لأكثر من ساعة، وهي المعاناة اليومية التي أرهقت المواطن. صنفت مصالح أمن الطرقات لولاية الجزائر، المدخل الغربي للعاصمة على مستوى مفترق الطرق لبلدية بئر مرادرايس. ضمن النقاط السوداء في حركة المرور، فرغم تهيئة المكان من خلال استحداث ممر سفلي ومفترق طرق يسهر عليه أعوان الأمن العمومي، إلا أن اختناق المرور يمتد إلى عدة كيلومترات ويتطلب أكثر من ساعة على متن السيارة أو الحافلة لبلوغ المكان عبر الطريق السريع الرابط بين ولايتي البليدة والعاصمة. وأنت تنتظر دورك في الطابور الذي يمتد إلى غاية الشريط الأصفر، الذي يستغله السائقون بسبب زحمة الطريق، تجد قوافل من المواطنين الذي فضلوا السير على الأقدام عوض الانتظار داخل سيارة الأجرة والحافلة وذلك لربح الوقت، وفي ذات الإطار يقول الشاب محمد، طالب جامعي بكلية الحقوق بابن عكنون، أنه تعود طوال أيام الأسبوع السير لأكثر من كيلومترين عند بلوغ مشارف مفترق الطريق بسبب اختناق المرور الذي قد يمتد لأكثر من ساعتين خلال الأيام الممطرة، فهو يفضل السير لبلوغ المحطة البرية عند مدخل بئر مرادرايس وانتظار الحافلة التي تقله إلى مكان دراسته. في حين أعرب مواطن آخر وهو أستاذ جامعي عن استيائه من الإشكال الذي أصبح يعد هاجسا حقيقيا له خاصة عندما يتخلف عن أول حافلة تضمن خط النقل بين الجزائروالبليدة على الساعة الخامسة صباحا، فهو مضطر إلى الانتظار لعدة ساعات داخل الحافلة قبل بلوغ مقصده وهو ما يؤرق يومياته. ويلاحظ أن قوافل المسافرين الذين يضطرون إلى النزول من الحافلات للسير إلى غاية أول محطة ضمنها النساء وأطفال ينضمون هم كذلك إلى الراجلين وسط السيارات، همهم الوحيد بلوغ المحطة البرية لبلوغ مقاصدهم، وما يزيد الطين بلة على حد تعبير البعض، أن الحافلات التي تأتي من بلدية بئر خادم للتوقف عند مدخل بئر مراد رايس تجد صعوبة كبيرة للركن بالرصيف المخصص لها بسبب التدفق الكبير للسيارات التي تستغل كل مساحات الطريق في محاولة لإيجاد منفذ، وذلك على حساب المارة و المحطة البرية، الأمر الذي يزيد من اختناق الطريق. من جهتهم، يري أعوان الأمن العمومي بنقطة التفتيش والمراقبة عند مدخل الطريق، أن وضعية الاختناق أصبحت الوجه اليومي للمنطقة، فلا يمر يوم دون تسجيل مشاحنات ومحاولات التعدي على قانون المرور. مرجعين سبب اكتظاظ السيارات إلى أهمية الطريق الوحيد الرابط بين الجزائر العاصمة والولايات الغربية، ونظرا لمساحته التي لم يتم توسيعها يشهد منذ الساعات الأولي من النهار اختناقا متواصلا يمتد إلى غاية نهاية اليوم، فمثلما يساهم الطريق في دخول الطلبة والعمال القاطنين بولاية البليدة والمناطق المجاورة في النهار، فهو مقصد لعودة العاصميين الذين يشتغلون بالمنطقة الصناعية لولاية البليدة. ولدى تقربنا من مصالح مديرية النقل، أشارت مصادرنا إلى أن إشكالية المدخل الغربي للعاصمة ستحل بعد توسيع نشط النقل بالسكك الحديدية في المستقبل القريب، بعد فتح كل خطوط القطار السريع الرابط بين الجزائر والمناطق الغربية للوطن، في حين تفكر السلطات المحلية حاليا في إمكانية فتح طرق فرعية لتخفيف الضغط على منطقة بئر مراد رايس، خاصة وان الإشكال يتعلق بالمفترق لدخول الطريق السريع نحو بلدية ابن عكنون والمناطق الشرقية للوطن.