يتخبّط سكان بلديات ولاية الوادي، الثلاثين، منذ أسبوعين تقريبا من ندرة حادة في قارورات غاز البوتان، مما انعكس سلبا على حياة هؤلاء السكان، خاصة مع نقص شبكات التمويل بغاز المدينة التي تقتصر حاليا على بلدية عاصمة الولاية وثلاث أو أربع بلديات متفرقة من وادي ريغ. الندرة المذكورة تسببت في حدوث مناوشات يومية بجوار دكاكين بيع قارورات غاز البوتان، التي تحولت إلى مزار لعشرات السكان الذين يتدافعون يوميا نحوها لعلهم يحصلون على قارورة غاز وحيدة تقيهم البرد القارس، الذي تشهده المنطقة في هذا الفصل البارد. هذه الأزمة كانت لها آثار سلبية على حياة المواطنين، الذين تعطلت مصالحهم خاصة في القرى النائية والبعيدة التي قلّت عملية تزويدها بقارورات غاز البوتان بشكل رهيب، وهو ما دفع سكانها لاستعمال الحطب وسعف النخيل في التدفئة وطهي طعامهم. وقال بعض سكان القرى البعيدة ل”الفجر” إن هذا الوضع أثقل كاهلهم ولم يجدوا له حلا عدا مناشدة السلطات الوصية بضرورة التدخل لإنقاذهم من هذه الوضع الذي أعادهم إلى الوراء لعشرات السنين. يضاف إلى ذلك، تسببها في عدة أمراض خاصة لكبار السن والرضّع الذين لم يستطيعوا مقاومة موجة البرد القارس التي تمتاز بها المنطقة وضعف عمليات التدفئة، خاصة وأن الحطب لا يستغرق وقتا طويلا في الاشتعال، ولا يمكّن السكان من التدفئة في آخر الليل الذي تتضاعف فيه البرودة. وأوضح هؤلاء السكان أنّهم في الوقت الذي كانوا ينتظرون العيش في رفاهية خلال هذا الشتاء نتيجة توفّر المواد الأولية واستقرار البترول في السوق العالمية، تفاجأوا بهذه الأزمة التي تظهر في كل شتاء. من جهتهم، البدو الرحل انزعجوا لانعدام قارورات الغاز، وكشفوا أنهم يضطرون إلى التوجه للصحراء يوميا بغية جلب الحطب بكميات كبيرة على ظهور الحمير من عمق الصحراء والقيام بتكديسه بجوار بيوتهم وإشعال كميات منتظمة منه بشكل يومي ومتفرق لعله يكفيهم. من جانب آخر، أثرت هذه الأزمة والندرة في قارورات غاز البوتان على بائعي هذه المادة، الذين دخل الكثير منهم في ملاسنات يومية مع السكان بسبب عدم قدرتهم على توفير غاز البوتان لهم، إضافة إلى حيرة بعضهم في توزيع العدد القليل من القارورات على الطلبات الكثيرة للسكان. وهو الأمر الذي دفعهم إلى غلق أبواب دكاكينهم والتوجه لمهن أخرى كالفلاحة لضمان رزق عيالهم.