أجمع وزيرا خارجية الجزائر والمغرب على إرادة البلدين في إعطاء دفع جديد لتعاونهما الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية بعيدا عن الملفات العالقة وهي فتح الحدود، وملف الصحراء الغربية، فيما أعربت الدبلوماسية المغربية عزمها على محاربة جرائم تهريب المخدرات. أكد وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره المغربي، سعد الدين العثماني، الذي يؤدي زيارة للجزائر، أن هذه الأخيرة تعتبر رقي العلاقات الجزائرية المغربية من الأولويات بما فيها قضية الحدود في إطار نظرة شاملة وموضوعية مستدلا بأن المغرب يحتل المركز الأول مغاربيا وإفريقيا من حيث التبادل التجاري مع الجزائر والثاني عربيا برقم يتجاوز مليار دولار في السنة وهو قابل للارتفاع مستقبلا، حسب مدلسي. وفي ملف قضية الصحراء الغربية، قال مسؤول الدبلوماسية الجزائرية “قضية الصحراء الغربية لم يتم الحديث بشأنها في هذا اللقاء”. وسجل الوزير مدلسي خلال الندوة التي استقطبت اهتمام وسائل إعلام عالمية “ارتياح” الجزائر لهذه الزيارة الرسمية واستعدادها لدفع عجلة التعاون وتوسيعه إلى قطاعات أخرى سيما التعليم والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي وإنعاش الاتحاد المغاربي تحضيرا لاجتماعه المقرر يومي 17 و18 فيفري المقبل هو الاخر كان ضمن أجندة القمة الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب، حسب مدلسي. من جهته، أكد الوزير المغربي بأن إستراتيجية الرباط في هذه الانطلاقة الجديدة للتعاون تبدأ في المجالات والأمور المتفق عليها من أجل تطوير التعاون فيها، مضيفا أن الأمور المختلف فيها سيتم فتح قنوات حوار شفافة لمعالجتها. وفي رده على سؤال حول ظاهرة “تهريب المخدرات” وكذا “تجريد السلطات المغربية لجزائريين من أراضيهم دون تعويض”، قال رئيس الدبلوماسية المغربية، إن هذه القضايا “كانت محل نقاش بين الجانبين في فترة سابقة قبل أن تتوقف” مضيفا أن اقتراح ادراج الأمن ضمن القطاعات التي تتم فيها لقاءات هو ل”مناقشة هذه القضايا وإيجاد حلول لها” واقترح الوزير المغربي برمجة انعقاد اللجنة المشتركة العليا للبلدين في غضون سنة 2012 مشيرا إلى أن هذا “يبقى مقترحا وسيرفع إلى رئيسي الحكومتين اللذين لن يمانعا في ذلك بالنظر إلى وجود إرادة مشتركة في دفع عجلة التعاون”، مذكرا أن هذه اللجنة لم تلتئم منذ سنة 1994.