الفضائيات الجزائرية التي بدأت تولد في الخارج ليست بعيدة عن ظاهرة الفساد الاقتصادي والسياسي والإعلامي القائم في الجزائر! ولا يحتاج المرء إلى كبير عناء لمعرفة علاقة هذه الفضائيات بدوائر الفساد في الجزائر وامتداداتها في الخارج سواء على صعيد تبييض وتهريب المال العام إلى الخارج أو على صعيد ارتباط هذا التهريب بخدمة أهداف سياسية إعلامية أجنبية بأدوات جزائرية ولفائدة دوائر أجنبية. وبات واضحا أن دوائر السلطة التي تتلكأ في فتح المجال السمعي البصري هي التي تقف وراء إطلاق هذه الفضائيات في الخارج لخدمة أجندات إعلامية ظاهرها وطني وباطنها خدمة جهات محددة. هل من الصدفة أن تنطلق قناة المغاربية من سويت الشيراطون لعباسي مدني في الدوحة؟! وهل من الصدفة أيضا أن تنطلق قناة الجزائرية من طرف مالك يستثمر في النقال في الجزائر تملك قطر %51 من أسهمه؟! وهل من الصدفة أيضا أن تكون الشبهات تحوم حول علاقة القنوات الأخرى التي تنطلق من الأردن أيضا باسم الجزائر ولها علاقات مشبوهة بدوائر الفساد في ليبيا الراحلة والقائمة وامتداداتها في قطر والجزائر؟! هل هذه مجرد صدف؟! يبدو أن قطر الذي يعشق أميرها الصيد في صحراء الجزائر.. لا يريد أن يفعل بالجزائر ما فعل بسوريا وليبيا بقناة الجزيرة ولذلك عمد إلى تسهيل بعث قنوات ظاهرها جزائري وباطنها يحمل أجندة جزيرية.. والعيب ليس في سلوك قطر الإعلامي نحو الجزائر بل العيب في هؤلاء "الوطنيين" الذين يرحلون المال العام المسروق من الجزائر بطرق قانونية إلى الخارج ويخدمون به أجندات أجنبية قد تصل إلى المساس بالأمن العام في البلاد! وواضح أن دوائر الفساد في سلطة الجزائر هي من يقف وراء تهريب المال العام إلى الخارج ووراء التنسيق مع دوائر الفساد في قطر وغير قطر لتمويل عمليات مشبوهة ظاهرها إعلامي وباطنها سياسي أمني! وكل المؤشرات تدل على أن الجزائر مقبلة على فساد إعلامي فضائي سمعي بصري ينسينا في الفساد الاقتصادي الذي عرفه قطاع الهاتف النقال في الجزائر! وأن الارتباطات بالدوائر الفسادية الخارجية ودوائر الفساد في الجزائر أصبحت هي السمة البارزة فيما سيكون عليه حال السمعي البصري الجزائري بعد فتحه! المواطن الجزائري الآن يلاحظ بجلاء كيف يستغل الفساد في الداخل وامتداداته في الخارج الحاجة الجزائرية الملحة إلى وجود إعلام فضائي فينشط إعلام ملوث بالفساد السياسي والإعلامي وحتى الاقتصادي ولا يستحي حتى من العمالة للخارج!