كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وقد تأثر به أصحابه، ومنهم عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد كان شديد الحياء إلى درجة أنه لا يتجرد من ثيابه عند الاغتسال حياء. وقد مدحه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وأخبر أن الملائكة تستحي منه، بل أخبر أنه هو صلى الله عليه وسلم بنفسه يستحيي منه فقال: لا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة. ومما يدل على أهمية الحياء إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من الإيمان، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ”الإيمان بضع وسبعون، أو قال: بضع وستون شعبة، فأفضلها: لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان”. وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم: ”الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر”. وقد صدق صلوات ربي وسلامه عليه إذا وجد الإيمان وجد الحياء. والحياء أنواع، أهمها الحياء من الله عز وجل، وهذا النوع هو أكد أنواع الحياء، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”استحيوا من الله حق الحياء، من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء”.