بدأ الحديث، مؤخرا، عن سقوط مقولة “أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته”، بعدما عزفت بعض النساء عن أجواء الطبخ واتجهت أغلبهن للأكل الجاهز الذي يوفر عليهن الوقت والمشقة ويغنيهن عن تحضير أبسط وأسهل المأكولات، ولم يعد يهم أغلبهن إرضاء الزوج الذي رضخ للأمر. أصبح بيع العجائن التقليدية والأكلات الشعبية وكذا الحلويات من أربح التجارات في الآونة الأخيرة، بعدما فتحت محلات مخصصة لتحضير وبيع أشكال العجائن التي ألفنا لوقت مضى تحضيرها في المنزل فقط، على غرار الكسرة، المحاجب، البغرير،.. ليصل الأمر إلى الحلويات المختلفة كالمقروط، الغريبية، حلوة الطابع.. وغيرها من المأكولات التي أصبحت تستهوي النساء اللاتي وجدن فيها ملجأ يغنيهن عن تعلم مهارات الطبخ لإرضاء الزوج.. الذي قبل بالأمر الواقع واتجه هو الآخر إلى هذه المحلات. رجال يقبلون الوضع في انتظار تحسنه.. أصبح من المألوف رؤية الرجال وهم يحضّرون الكسرة والمحاجب، البغرير وغيرها من المأكولات التقليدية أمام مرأى الجميع في واجهات المحلات المخصصة لبيع هذه الأنواع من الأطعمة، والتي زاد الطلب عليها خاصة من طرف الأزواج الذين يلجؤون إليها لتعويض تقاعس زوجاتهم. وفي ذات السياق يقول سعيد، بائع”المحاجب” في محل ببلدية بلوزداد، إن أغلب زبائنه هم من الرجال الذين قبلوا بوضع زوجاتهم، والذين يقومون في كثير من الأحيان بشراء هذه المأكولات بطلب من الزوجة. وفي ذات السياق تقول سعاد إن زوجها لا يمانع في شراء هذه المأكولات من الخارج إذا اشتهت بعضها. ومن جهته يقول عبد الحميد إنه يقوم يوميا باقتناء كل من المطلوع الكسرة وبعض الحلويات التي لا تجيد زوجته تحضيرها، مشيرا من خلال حديثه إلى أنه مضطر لذلك لأن والدته عودته على هذه الأنواع من المأكولات منذ صغره. .. والأطباق نصف الجاهزة أفضل حلول العاملات تحرص النساء على اقتناء الأطباق نصف الجاهزة التي توفر بها نصف الوقت وتريحها من عناء الطبخ، في الوقت الذي أضحت المرأة العاملة تبحث عن أي شيء يريحها من مسؤولية إضافية، دون الاكتراث في كثير من الأحيان بمصدر وطبيعة هذه المواد. وأصبحت هذه النسوة تبحثن عن الجديد والجاهز في عالم الطبخ والمأكولات الجاهزة، على غرار أكياس الحساء الجاهز وأنواع السلطات التي تباع في علب محضرة مسبقا، وكذا بعض الأطعمة التي تكون قابلة للاستهلاك بمجرد تسخينها أو وضعها في ماء ساخن. وفي ذات السياق أعربت لنا العديد من النساء العاملات على أسفهن من الوضع الذي وصلن إليه، إذ تقول إحداهن إنها تهوى الطبخ منذ صغرها، وإنها كانت لوقت مضى لا تتقبل فكرة أكل ما لم تطبخه يداها، إلا أن طبيعة عملها وضيق وقتها أجبراها على اللجوء لهذه الأطعمة الجاهزة التي تقول إن ضرها أكبر من نفعها، مضيفة أن زوجها هو الآخر كثير التذمر من الوضع الذي يصعب عليها تغييره. كتب الطبخ “سلاح” المقبلات على الزواج تتحجج بعض الفتيات المقبلات على الزواج ممن لا تُجدن تحضير أبسط الأطباق بمقولة “الحب يصنع المعجزات”، مؤكدات أنهن ستتقنّ فنون الطبخ عندما تواجهن الأمر الواقع، لذا تحرص أغلبهن على أخذ كتب الطبخ في جهازها، وإذا كان عذر أغلبهن في فشل الأطباق التقليدية أنها صعبة ومعقدة وتتطلب الخبرة والمهارة، فإن الأطباق السريعة، على غرار البطاطا المقلية والبيض المغلى، تتعرض للحرق كذلك.. وفي هذا الصدد تقول مارية، 22 سنة، أنها قامت باقتناء العديد من كتب الطبخ المعروفة لتفادي الوقوع في مواقف محرجة أمام أهل زوجها مستقبلا. وعن سبب تأخير تعلمها إلى ما بعد الزواج تقول مارية إن والدتها في الوقت الحالي توفر عليها العناء، غير أن انتقالها إلى الحياة الزوجية سيضطرها لذلك.