تقبل النساء الماكثات بالبيت، عشية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، على إعداد الأطباق التقليدية وفي مقدمتها ''الرشتة''و''الشخشوخة'' إلى جانب أنواع أخرى وذلك لبيعها أثناء هذا الموسم الديني الهام بالنسبة للجزائريين، حيث تجني هذه السيدات أرباحا معتبرة قد تعجز عن كسبها في الأيام العادية الأخرى. تشهد الأسواق العاصمية، عشية المولد النبوي الشريف، حركة مكثفة استعدادا لهذه المناسبة الدينية، حيث لا يفوت أي سيدة جزائرية تخصيص عشاء مميز للاحتفال بها وسط العائلة، كما تغزو الأسواق والمحلات أكياس ''الرشتة'' التي تعدها نساء اتخذن منها مصدرا لكسب مصروفهن، يجنين من ورائها أرباحا معتبرة. تحضير المأكولات الشعبية.. مهنة المناسبات والمواسم الدينية تحترف الكثير من ربات البيوت الجزائريات مهنة إعداد المأكولات الشعبية التقليدية وبيعها في الأسواق ومحلات بيع الدواجن وحتى في دكاكين المواد الغذائية العامة، رغبة في الاسترزاق واغتناما لهذه الفرصة التي لا تفوتها نساء أخريات ممن أرهقهن العمل خارج المنزل واللاتي أصبحن يفضلن اقتناء هذه المأكولات جاهزة وبصنع يدوي مائة بالمائة. هذا ما لمسته ''الحوار'' من خلال جولة استطلاعية بأحد الأسواق الشعبية بالعاصمة، حيث تجذبك أكياس الرشتة والشخشوخة وباقي أنواع الأطباق الشعبية المعروفة في بلادنا من كل جهة تصوب فيها نظرك. السيدة ''سامية'' ماكثة بالبيت تقول ''منذ أن اكتشفت حجم الإقبال على المأكولات التقليدية وخاصة الرشتة والشخشوخة لم أعد أفوت فرصة المواسم والمناسبات الدينية لإعداد كميات كبيرة منها لبيعها''. مضيفة ''تعلمت كيفية تحضير هذه الأكلات وخاصة الرشتة من والدتي منذ صغري ما جعلني أقوم بتحضير كميات كبيرة بكل سهولة''. أنواع مختلفة من العجائن التقليدية تراعي الأذواق والرغبات الحاجة ''زهية'' عينة من بين نساء كثيرات تعودن على إعداد العجائن التقليدية وفي مقدمتها ''الرشتة'' وبيعها، ما جعلها تكتسب شعبية كبيرة وزبونات كثيرات وجدن في ما تعده أناملها النكهة التقليدية المتزامنة وهذه المناسبة الدينية الهامة بالنسبة للمسلمين. التقينا الحاجة ''زهية'' في بيتها المتواضع والذي ما إن تدخله إلا وتجزم أنك في خلية نحل ناشطة من خلال بنات وقريبات هذه الأخيرة اللواتي تجدهن يتحركن في كل صوب وبكل نشاط وتفان. وقد حدثتنا الحاجة عن مهنتها وتفننها في إعداد مختلف الأطباق التقليدية الجزائرية كما راحت تعرفنا بأسماء كل نوع من أنواع العجائن التقليدية التي تحضرها وكذا مكوناتها وطريقة إعدادها يدويا وبعيدا عن الآلات الصناعية ما يضفي، حسبها، نكهة خاصة عليها وصبغة تقليدية خالصة. فمن الرشتة إلى الشخشوخة ووصولا إلى الثريدة وأنواع الكسكسي المتعددة المزينة بها مائدة الحاجة ''زهية''، إلى أنواع العجائن الأخرى كالبغرير، المطلوع، الفطير وغيرها من المأكولات الجزائرية الخالصة. وعن طريقة الإعداد قالت إنها بسيطة وغير مكلفة، إذ تعد العجينة غالبا من الدقيق والماء والملح مع قليل من الزيت لتعجن وتترك لترتاح قليلا ثم تأتي عملية التقطيع والتجفيف، مشيرة إلى أنها حريصة دائما على اختيار أجود أنواع الدقيق للحصول على نتائج مرضية. النساء العاملات زبونات وفيات لهذا النوع من العجائن التقليدية تعد النساء العاملات اللواتي يقضين ساعات طويلة في العمل، الزبونات الأكثر إقبالا على اقتناء الأكلات الشعبية التقليدية، حيث يفضلن الحصول عليها جاهزة وفي نفس الوقت محضرة يدويا. تقول السيدة ''نبيلة'' موظفة صادفناها وهي تشتري أكياس الرشتة لدى الحاجة زهية '' أفضل اقتناء الرشتة من هنا جاهزة لكوني لا أجيد تحضيرها في المنزل، كما أنني تعودت على الرشتة الجيدة التي تعدها الحاجة زهية وبالتالي فأنا أقتنيها ربحا للوقت والجهد في آن واحد''. والسيدة نبيلة ليست الوحيدة فبجنبها كثيرات ممن شاطرنها الرأي، مفضلات العجائن المصنوعة يدويا عوض تلك المعلبة والموسومة، حيث اشتكين من رداءتها وأحيانا قدمها ليجدن فيما تحضره أنامل الحاجة الحل الأمثل لإرضاء الزوج والعائلة وكذلك لحفظ ماء الوجه.