أكد رئيس الوزراء التونسي، حمادي الجبالي، أن تونس لن تستقبل الرئيس السوري بشار الأسد إذا ما غادر بلاده، وذلك خلافا لما أدلى به الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، الذي عرض في أكثر من مرة اللجوء على الرئيس السوري وعائلته في الأراضي التونسية وهو ما يعكس غياب التنسيق داخل النظام التونسي حول مواقف السياسة الخارجية للبلد. أكد رئيس الوزراء التونسي، حمادي الجبالي "أحترم رئيس دولتنا لكني لا أرغب في رؤية بشار الاسد بيننا. واذا ما التقيت به، سأسلمه الى الشعب السوري لمحاكمته". وقد أعرب منصف المرزوقي مرارا عن استعداده لمنح الاسد اللجوء "من أجل وقف المجازر" في سورية. ووصف الجبالي أيضا أي فكرة بالتدخل العسكري "في الوقت الراهن" بأنها "جنون خالص"، لأنها "لن تؤدي الا الى صب الزيت على النار وتوفر لبشار الاسد الذريعة التي يبحث عنها لترك جيشه يتصرف بمزيد من القسوة". ودافع أيضا عن حصيلة 'الربيع العربي "خلافا للشعور الذي تعبر عنه أوروبا أحيانا بأن هذه الثورات لم تحقق الاهداف التي اندلعت من أجلها. وكان الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، أعلن في وقت سابق استعداد بلاده منح اللجوء للرئيس السوري بشار الأسد وأقاربه من أجل إيجاد حل للأزمة السورية. وكان المرزوقي قد اقترح خلال مؤتمر "أصدقاء سورية" في تونس "منح بشار الاسد وأفراد أسرته حصانة قضائية" على أن يلجأ الى روسيا لاحقا. وأوضح فكرته معلنا خلال المؤتمر: "يجب إيجاد حل سياسي كمنح الرئيس السوري وأفراد أسرته وأعضاء نظامه حصانة قضائية ودولة يلجأ اليها يمكن لروسيا أن تؤمنها له". وقد آثار هذا التصريح انتقاد روسيا التي نصحت الرئيس التونسي بأن يتحدث باسم بلده فقط وأن يقترح حلولا تهدف الى تسوية سلمية للنزاع السوري. وجدد المرزوقي نهاية فيفري الفارط في مقابلة مع جريدة "لابريس" اليومية الرسمية الناطقة بالفرنسية قبول بلاده استقبال الاسد وأكد أن "تونس مستعدة لمنح الرئيس السوري بشار الأسد والمقربين منه حق اللجوء في إطار حل تفاوضي للنزاع السوري". من جهته، قال الناطق باسم رئيس تونس إن بلاده مستعدة لمنح الأسد اللجوء إلى تونس إذا كان ذلك يساعد على وقف إراقة الدماء في سوريا التي تشهد قتالا عنيفا منذ أشهر. وقال عدنان المنصر، الناطق باسم الرئيس، منصف المرزوقي "من حيث المبدأ تونس مستعدة لمنح اللجوء السياسي لبشار الأسد وأفراد عائلته إذا كان هذا الاقتراح سيساهم في وقف إراقة الدماء وإنهاء قتل السوريين المستمر منذ أشهر".