" تلقينا تأكيدات من عدد كبير من قادة الدول العربية بالمشاركة" نفى السفير قيس العزاوي، مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية وبشدة الأخبار التي تحدثت عن اعتذار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حضور القمة العربية المقرر عقدها هذا الأسبوع بالعاصمة العراقية بغداد، وقال السفير قيس في حوار هاتفي أجرته معه "الفجر " إن الرئيس بوتفليقة أكد للسلطات العراقية حرصه على الحضور للقمة العربية في بغداد. كيف تتابعون الأخبار التي تتحدث عن عدم حضور الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى القمة التي تحتضنها العراق هذا الأسبوع؟ بالعكس تماما، ففخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تعهد بالحضور شخصيا إلى القمة العربية في بغداد، وقد أكد على ذلك صراحة مرارا خلال لقائه بالسيد المستشار علي الديب. هذا من جهة، من جهة ثانية لقد التقيت اليوم –الحوار أجري يوم الأربعاء - مع السفير الجزائري الجديد لدى القاهرة وتحدثنا طويلا عن العلاقات الجزائرية العراقية وسبل تطويرها ولم يتحدث إطلاقا عن غياب فخامة الرئيس بوتفليقة عن القمة العربية. كما أنني أؤكد على أني لم أبلغ إلا بتأكيد حضور الرئيس بوتفليقة ولم أتلق أي إشعار جزائري رسمي يحمل مؤشرا على غياب فخامة الرئيس. إلى أي مدى تعتبر العراق نجاح القمة رهن المشاركة الشخصية للرؤساء والملوك العرب وعدم تقليص التمثيل نظرا للظروف الأمنية الصعبة التي لاتزال تمر بها العراق؟ لقد تلقينا بيانات من عدد مهم جدا من القادة والملوك العرب الذين سيحضرون شخصيا إلى قمة بغداد، ولقد تلقينا تأكيدات رسمية في هذا الشأن، والحديث عن الظروف الأمنية مبالغ فيه ولا أعتقد أنه سيكون سببا لغياب الزعماء العرب، لأن كل التفجيرات التي حدثت كانت بعيدة جدا عن المنطقة المؤمنة بشكل جيد جدا. وعلى العكس نحن نتلقى كل يوم طلبات من منظمات وجمعيات ووسائل الإعلام وهيئات تريد حضور القمة العربية. تحدثتم عن حضور المنظمات للقمة.. على أي أساس تم تحديد المنظمات الدولية التي ستحضرها؟ هي كل المنظمات التي تعود إلى الدول العربية التي قرر قادتها الحضور. القمة العربية تعقد في ظروف عربية تجعل من الملف السوري الأكثر أهمية، هل أبلغتكم السلطات السورية بموقفها؟ الحكومة السورية تعلم أنها غير مدعوة إلى القمة العربية بناء على قرارات جامعة الدول العربية، والعراق ملزمة بتنفيذ قرارات جامعة الدول العربية وبالتالي فإن دراسة الملف السوري يعني الوقوف عند قرارات الزعماء العرب بعيدا عن الأخذ بوجهة نظر سوريا التي لن تكون حاضرة في القمة بأي شكل من الأشكال. وماذا عن المعارضة السورية، هل سيكون لها تمثيل؟ حضور ممثلين عن المعارضة السورية مستحيل جدا، ولا يمكن حضور أي ممثل سواء من المجلس الوطني السوري ألمعارض أو غيره من التيارات المعارضة، فالقمة العربية للدول وليس للمعارضة، حتى وإن كان الملف السوري واحدا من أهم الملفات التي ستدرسها القمة العربية، فنحن لم ولن نقوم بدعوة الحكومة السورية أو المعارضة السورية. العراق أعدت مسودة بيان بغداد عن القمة العربية، ما هي أهم النقاط التي تؤكد عليها العراق وتريد أن تجعل منها أولوية القمة؟ القمة ستناقش إعادة منظومة العمل الإقليمي العربي والقضية الفلسطينية والأوضاع العربية الراهنة والأوضاع في سوريا و اليمن وبند الأمن في منطقة الشرق الأوسط والتأكيد على أن تكون المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، العراق أعدت فعلا وثيقة "إعلان بغداد" وهي تتضمن وجهة نظر العراق الذي يستعيد دوره العربي عبر هذه القمة التي نؤكد على أهمية "إعلان بغداد " سيطرح للنقاش أمام رؤساء وملوك الدول العربية الذين سيحضرون القمة وسوف يتم في نهاية القمة الإعلان عن تفاصيل الوثيقة المتفق عليها. موضوع آخر لايزال مطروحا على المشهد العراقي وهو ملف إعادة الإعمار.. نريد معرفة الدور العربي في هذا الصدد، وأين تقف الجزائر ؟ في إطار العلاقات التي تجمع العراق بمختلف الدول تحديدا منها العربية، فإن العراق بحاجة إلى الجهود والخبرات العربية والاستثمارات العربية في إطار إعادة إعمار العراق. وقد بدأت المساهمات العربية فعلا وبشكل فعلي وتحديدا من الإخوة المصريين. بالنسبة للجزائر، ليس لدي تفاصيل في هذا ونحن نأمل في أن تقوم الجزائر بدور هام في إعادة الإعمار، لأن العراق تعرف جيدا حجم الجزائر وأنا من الجيل الذي شهد كفاح الشعب الجزائري العظيم ونتمنى أن تقف الجزائر مع العراق دائما، ولقد وعدتنا الخارجية الجزائرية بأنها ستقوم بنقل مقر السفارة الجزائرية لدى العراق والتي تعمل حاليا من الأردن إلى العراق بشكل رسمي كغيرها من السفارات.