المنتجون ينتظرون الفصل في مشاريعهم وحرب الكواليس تنطلق مبكرا مايزال المنتجون في قطاع السمعي البصري والذين قدموا اقتراحاتهم لإنتاج أعمال سينمائية في إطار البرنامج المخصص للاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال ينتظرون رد كل من وزارة الثقافة والمجاهدين والتلفزيون الجزائري للانطلاق في تصوير الأعمال المرشحة لهذه المناسبة، في الوقت الذي أنهت فيه القنوات الفرنسية ضبط برنامجها للاحتفال على طريقتها. مايزال المنتجون ينتظرون رد وزارتي الثقافة والمجاهدين للفصل في المشاريع السينمائية المرشحة للإنتاج خلال سنة وهي المدة التي تستغرقها الاحتفالات بخمسينية الاستقلال رغم أنه لم يعد يفصلنا عن انطلاق التظاهرة إلا بضعة أشهر، فقد أوضحت المنتجة باية الهاشمي في اتصال هاتفي مع "الفجر" أنها لم تتلق أي رد من أي طرف على المشروع الذي قدمته لتحويل رواية زهور ونيسي "لونجة والغول" إلى عمل سينمائي، قدمته للوزارة منذ أشهر، كما أكد السيناريست الصادق بخوش، الذي كتب سيناريو فيلم "العقيد لطفي" أن الشركة المنتجة لم تنطلق بعد في التصوير، لأنها لم تتلق الموافقة والرخصة النهائية لبدء التصوير. في ذات السياق ماتزال المنتجة سميرة حاج جيلاني، التي قدمت مشروع عمل عن العربي بن مهيدي تنتظر الفصل النهائي بعد أن تلقت الوزارة مشروعا آخر عن نفس الشخصية قدمه بشير درايس. هذا وكان وزير المجاهدين، محمد الشريف عباس، قد أعلن مؤخرا في ندوة صحفية أن وزارته سطرت برنامجا لإنتاج 200 عمل سينمائي بين شريط وثائقي وفيلم طويل تخليدا لذكرى الشخصيات الثورية، بينما صرحت وزيرة الثقافة في ندوة مماثلة أن لجنة القراءة بوزارة الثقافة تلقت 150 مشروع سيتم الفصل فيها نهاية أفريل الجاري. وفي خضم التصريحات المتضاربة للقائمين على التحضيرات، تجري في الكواليس حرب ضروس للظفر بأكبر قدر ممكن من كعكة التظاهرة. وحسب بعض الأخبار المتسربة من محيط التحضيرات فإن 3 شركات كبرى للإنتاج تحصلت على مبلغ 300 مليار سنتيم لكل منها لإنتاج 3 أفلام سينمائية فيما تم تخصيص مبلغ 50 مليارا لإنتاج فيلم بعنوان "عزة البرنوس" يتطرق لتاريخ البرنوس الجزائري الذي كان اللباس الذي رافق المجاهدين في الجبال أثناء الثورة التحريرية. وفي سياق متصل، ينتظر أن تواجه الأعمال المرشحة للإنتاج خلال هذا الحدث مشاكل مع عائلات الشخصيات التي تتناولها مثلما حدث مع فيلم "العربي بن مهيدي"؛ حيث تلقت لجنة وزارة المجاهدين مشروعا من طرف الشركة التي تديرها سميرة حاج جيلاني ورشح له السوري نجدة أنزور وأحمد راشدي لإخراجه، فيما تلقت وزارة الثقافة مشروعا آخر لبشير درايس كلف بإخراجه سليم رياض، كما كانت عائلة الشهيد عبان رمضان قد أعلنت عن جملة من التحفظات تجاه المشروع الذي كان من المقرر أن يخصص لتخليد هذه الشخصية قبل أن يطويه الصمت. المنتجون الفرنسيون قدموا أعمالهم وفي الوقت الذي تعرف فيه أجواء التحضيرات عندنا حالة من الخلط وعدم الوضوح، خاصة مع تزامنها مع المواعيد الانتخابية تكون فرنسا في الضفة الأخرى قد أعدت العدة وفصلت في البرنامج الذي خصصته للاحتفال بخمسين سنة على "حرب الجزائر" كما تسميها فرنسا وفق برنامج يخدم طبعا مصالحها. وبعض المؤسسات الفرنسية عقدت ندواتها الصحفية للكشف عن هذا البرنامج مثلما فعلت قناة "ت. في 5 موند" التي تقوم بإنتاج فيلم "من أجل جميلة" يتناول سيرة المجاهدة الكبيرة جميلة بوباشة للفرنسية كارولين هوبار وهو الفيلم الذي يستمد أحداثه من كتاب جزيل حليمي، المليء بالمغالطات التاريخية عن مسار المجاهدة بوباشة التي سبق وأن احتجت عن هذا العمل الذي سيصور في المغرب وقامت بتوكيل المحامي علي هارون للمرافعة في هذه القضية، لكن دون أن ينجح في توقيف العمل. وفي السياق نفسه، تقوم القناة بتقديم فيلم مرزاق علواش "لا بيل دالجي" وتدعو إلى تشجيع المواهب الجزائريةالشابة عبر موقع تساهمي يستقبل الفرنسيين والجزائريين من أجل التاريخ المشترك، هذا دون الحديث عن الحصص الثورية والأشرطة الوثائقية، خاصة وأن فرنسا ماتزال تسيطر على الأرشيف الخاص بالثورة بكل أسراره.