كشفت مصادر ”الفجر” أن الدبلوماسيين الجزائريين الذين اختطفتهم جماعة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا قبل حوالي الشهرين، يتواجدون حاليا في منطقة تانبنكورت بصحراء غاو، وتم إلحاق القنصل بالستة الآخرين وهم جميعا في صحة جيدة. وأوضحت مصادرنا أن جماعة التوحيد والجهاد التي يتزعمها حمادة ولد محمد الخير المدعو أبو القعقاع والقيادي في قبيلة ”الأمهار” المشهورة سلطان ولد بادي، والمسؤولة عن الاختطاف، عملت على تفريق الدبلوماسيين الجزائريين عن بعضهم البعض وتكليف الفصائل المختلفة التابعة لها بقتلهم بمجرد تلقي الأوامر، لضمان سيطرتها على الوضع عند أي محاولة للهجوم عليها بغية إطلاق سراحهم، وجعلهم دروعا بشرية تمكنهم من الفرار عند احتدام الصراع ووقوع الاشتباكات، إلا أنها عدلت عن مخططها بعدما تيقنت من عدم تعرضها لأي هجوم حفاظا على سلامة الجزائريين، على غرار ما وقع للرهينة الفرنسي الذي تم اغتياله مباشرة بعد إقدام الجيش الفرنسي بالتنسيق مع الجيش المالي والموريتاني على الهجوم على تنظيم القاعدة بغية تخليص المختطف، إلا أن قيادة التنظيم سارعت إلى قتله انتقاما للعملية العسكرية. وأضافت ذات المصادر أن التنظيم المسلح جمع شمل الدبلوماسيين بعدما ألحق القنصل بالبقية قبل يومين، وهم الآن متواجدون جميعا بمنطقة تانبنكورت بصحراء غاو، كما أنهم جميعا بصحة جيدة، بالرغم من أن صحة القنصل غير مستقرة على طول الخط، إذ يتعرض للوعكات بين الفينة والأخرى، بحكم مرضه. وأشارت مصادرنا إلى أن التنظيم المسلح عمد إلى اختطاف الدبلوماسيين لإجبار الجزائر على التفاوض لتحرير الرهائن، وذلك في مقابل إطلاق سراح عدد من الموقوفين في السجون الجزائرية والمتابعين بتهم متعلقة بالإرهاب، على رأسهم أفراد عائلة الإرهابي الخطير غديّر عمر المدعو أبا زيد، أمير كتيبة طارق بن زياد التابعة لتنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والذين اتهموا بإسناد الجماعات الإرهابية المسلحة، حيث ضبط بحوزتهم على أسلحة كانت ستوجه لإمارة الصحراء.