كشفت مصادر موثوقة ل »صوت الأحرار« عن تسليم الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين بمالي، وأكدت مصادرنا أن ما يسمى حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، التي تبنت الاختطاف صباح أمس، سلمت الدبلوماسيين الجزائريين إلى جماعة أنصار قرب بلدة »بوييم« قبل نقلهم إلى باماكو. أوضحت ذات المصادر أن الوساطة تمت بين طاقم أمني في سفارة الجزائر في باماكو وبين حركة أنصار الدين بقيادة إياد غالي الذي وعد بتأمين الإفراج عن المختطفين، مشيرة إلى أنه يجري حاليا نقل المختطفين إلى العاصمة باماكو ضمن قافلة سيارات رباعية الدفع انطلقت على الساعة التاسعة صباحا من بلدة بوييم نحو باماكو. وقبل ذلك، أعلنت ما تسمى »حركة الجهاد والتوحيد بغرب إفريقيا«، وهي جماعة منشقة عن تنظيم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي«، أمس، مسؤوليتها عن اختطاف القنصل الجزائري بوعلام سايس وستة من مساعديه، بمدينة »غاو« الواقعة شمال شرق مالي، صبيحة الخميس الماضي. وقالت الجماعة الإرهابية في رسالة وجهتها إلى وكالة فرنس برس: إنها »تعلن رسميا مسؤوليتها عن خطف قنصل الجزائر وستة من أفراد فريقه في غاو«. وأكد المتحدث باسم »حركة التوحيد والجهاد« يدعى عدنان أبو وليد الصحراوي قائلا: »نحن نظمنا عملية الاختطاف. إنهم )الرهائن( معنا. وسنعلن مطالبنا لاحقا«. وكان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، أول أمس، شدّد على أن معالجة قضية اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين تستدعي الكثير من السرية في إشارة منه إلى التكتم والحساسية التي تتعاطى وفقها الحكومة مع هذا الملف. وكانت السلطات قد نقلت عائلات المختطفين إلى الجزائر، وأكدت سلامة الجميع وتعهدت على لسان مراد مدلسي »بذل كل ما يسعها لإعادة مواطنينا« إلى بلادهم. وقبل ذلك كانت »حركة التوحيد والجهاد« تبنت العملية الانتحارية التي استهدفت مقر الدرك بتمنراست بداية مارس الماضي وكذلك عملية اختطاف 3 أوروبيين هم اسبانيان وايطالية في أكتوبر في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف. وعلى صعيد آخر، اعتبر الوزير المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل في كلمة له في مؤتمر الدول المجاورة لمالي، أن دول المنطقة يجب أن »تجد حلا سياسيا عبر المفاوضات من أجل التوصل لحل ينهي الأزمة المالية ويعيد هذه الدولة لمكانتها في المنطقة«. من جانبه، أكد حمادي ولد حمادي وزير الخارجية الموريتاني، على ضرورة عودة الاستقرار والوحدة للأراضي المالية، مضيفا »لقد سجلنا بارتياح الاتفاق الذي وقعته المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا مع الانقلابيين، والذي سيمكن من عودة الحياة الدستورية الطبيعية لجمهورية مالي«. وجاء تأكيد ولد حمادي ضمن كلمته الافتتاحية لفعاليات اجتماع وزراء خارجية دول الميدان في غياب جمهورية مالي، بقصر المؤتمرات في العاصمة نواكشوط، داعيا دول الميدان إلى لعب دورها كاملا من أجل المساهمة في »عودة الاستقرار والتنمية لمالي«. أما وزير خارجية النيجر محمد بازوم فقد دعا إلى عمل عسكري ضد الجماعات المسلحة في شمال مالي.