عبر بعض أولياء تلاميذ قرية أقوف ببلدية السطارة، الواقعة على بعد 80 كلم شرقي الولاية جيجل، ل “الفجر”، عن سخطهم جراء معاناة فلذات أكبادهم، الذين يتنقلون يوميا من القرية المذكورة للتمدرس في متوسطة برج علي، وهذا في غياب النقل المدرسي، حيث يتكفل الأولياء بأعباء التنقل بدفع مبالغ تتراوح بين 50 و 100 دج، لأجل ضمان تمدرس أبنائهم. في هذا السياق، يطالب أولياء التلاميذ من السلطات المحلية بتجسيد وعودها المتمثلة في تشييد متوسطة على مستوى القرية المذكورة، لكونها تعد من أكبر التجمعات السكانية بالمنطقة، ناهيك عن كثرة عدد التلاميذ المتنقلين يوميا إلى برج علي. وحسب ذات المصادر فإن غياب النقل المدرسي قد تسبب في ارتفاع معدل التسرب المدرسي، لاسيما في صفوف الإناث. وقال مواطنون يقطنون بقرية أخرى تسمى “تايراو” إن أوضاعهم الاجتماعية لم تتحسن طيلة ال 5 سنوات الأخيرة، على اعتبار أن المجلس الشعبي الحالي الآيل للزوال، الخريف القادم، لم يقدم الإضافة اللازمة للسكان، ولم يخرجهم من ظلمات الفقر والتخلف بكافة صوره. ومازال السكان يعتمدون على أنفسهم في كسب رزقهم وضمان حياتهم ،بفضل الأنشطة الفلاحية التي يمارسونها من رعي وزراعة وتربية النحل، إذ يستغلون إنتاجهم الفلاحي لتموين أسرهم بالمواد الغذائية والفائض منه يسوقونه من أجل كسب مبالغ مالية يحتاجونها في تلبية طلبات أفراد عائلاتهم. وفي هذا السياق، أكد مواطنو تايراو أن برامج الدعم الفلاحي، التي أستهلكت أغلفة مالية ضخمة عبر الوطن، لم تصل الى هذه القرية المعزولة، ونفس الشيء ينطبق على برامج السكن الريفي، حيث اشتكى متحدثونا من تهميش إدارة البلدية لهم بحجة نقص ملفات المواطنين الذين تقدموا بطلبات الحصول على هذا النوع من السكن وفي مقدمتها شهادة الحيازة. معاناة مواطني تايراو تتصل أساسا بإهتراء الطريق الذي يربط القرية ببرج علي ومركز بلدية سطارة على مسافة تقارب 15 كلم، إذ صار السائقون يجدون صعوبة كبيرة في اجتيازه جراء كثرة الحفر العميقة ،بحيث لم يستفد إلا حوالي 3 كيلومترات من التهيئة و الإصلاح العام الماضي، فيما لاتزال المسافة الباقية تنتظر التعبيد. وقد انعكس حال الطريق على حركة نقل الأشخاص بالنظر لامتناع الناقلين بالبلدية المذكورة من استغلال خط النقل بين مركز البلدية والقرية. وفي هذه الوجهة يطالب سكان القرية مديرية النقل بالتدخل العاجل لفرض الناقلين على النشاط عبر الخط المذكور من أجل القضاء على العزلة التي تِؤرق آلاف السكان بالمنطقة. وحسب ذات المصادر فإن آهالي القرية يضطرون إلى دفع 60 دج لأصحاب سيارات 404 للتنقل على أسطحها إلى مركز البلدية في ظروف غير إنسانية. ولحسن حظ تلاميذ القرية المتمدرسين في الطورين المتوسط والثانوي بمركز البلدية استفادتهم من النظام الداخلي، الذي جنبهم التنقل اليومي، لاسيما في ظل الغياب التام للنقل المدرسي. وأكد بعض مواطني قرية تايراو أن معاناة العائلات مع المياه الصالحة للشرب تبقى متواصلة وخاصة في الأشهر الجافة، أين يضطر المواطنون إلى جلب المياه من الينابيع البعيدة عن بيتهم بواسطة الأحمرة، وللنساء نصيب من المعاناة أين يضطرون إلى نقله على مسافات طويلة في براميل ذات سعة تتراوح بين 20 و30 ل على رؤوسهن ومكان لهن أن يخرجن من بيوتهن برأي مصادرنا لو تم ربط منازلهن بشبكة توزيع المياه ، التي تعتبر الغائب الأكبر بالمنطقة، وهو ماينطبق أيضا على قاعة العلاج المشيدة بالقرية التي لاتتوفر إلا على ممرض واحد فقط لم يكفي جهده في تقديم أرقى الخدمات. وفي هذا الإطار يطالبون بدعم القاعة بطبيب عام على الأقل وبتجهيزها قصد تمكين المرضى من الحصول على بعض الخدمات الطبية بأقل جهد، فمشكل تنقل المرض والنساء الحوامل إلى عيادة سطارة ومستشفى منتوري بالميلية يبقى مطروحا بكل متاعبه المالية إلى حين، ليضاف ذلك لمتاعب التنقل اليومي لاستخراج الوثائق الإدارية من ذات البلديتين. أما معاناة سكان برج علي الأقل عزلة مقارنة بالقريتين السابقتين، فتكمن في غياب الغاز الطبيعي، إذ صرح عدد من مواطنيها لنا أن الأنبوب الرئيسي يمر على المنطقة، وهو ما يجعل السلطات المعنية لاحجة لها، خاصة أن برج علي تعتبر من أكبر التجمعات السكانية بالبلدية ولاتعاني من مشكل تناثر البيوت، وحتى تكلفة الإنجاز ستكون منخفضة بالنظر لارتفاع الكثافة السكانية وسهولة الطابع التضاريسي للمنطقة. وقد تعذر علينا نقل انشغالات السكان إلى المسؤول الأول للبلدية، الذي بلغنا بغيابه بسبب انشغالاته الكثيرة ذات الصلة بالإنتخابات التشريعية.