أكد فلاحون من قرية تايراو، ببلدية سطارة 70 كلم شرقي الولاية جيجل، ل"الفجر"، أن أوضاعهم الاجتماعية لم تتحسن طيلة ال 5 سنوات الأخيرة على اعتبار أن المجلس الشعبي الحالي الآيل للزوال، الخريف القادم، لم يقدم الإضافة اللازمة للسكان، ولم يخرجهم من ظلمات الفقر والتخلف بكافة صوره. السكان مازالوا يعتمدون على أنفسهم في كسب رزقهم وضمان حياتهم بفضل الأنشطة الفلاحية التي يمارسونها من رعي وزراعة وتربية النحل، إذ يستغلون إنتاجهم الفلاحي لتموين أسرهم بالمواد الغذائية والفائض منه يسوقونه من أجل كسب مبالغ مالية يحتاجونها في تلبية طلبات أفراد عائلاتهم. وفي هذا السياق، أكد مواطنو تايراو أن برامج الدعم الفلاحي التي استهلكت أغلفة مالية ضخمة عبر الوطن، لم تصل إلى هذه القرية المعزولة، ونفس الشئ ينطبق على برامج السكن الريفي، حيث اشتكى متحدثونا من تهميش إدارة البلدية لهم بحجة نقص ملفات المواطنين الذين تقدموا بطلبات الحصول على هذا النوع من السكن وفي مقدمتها شهادة الحيازة. معاناة مواطني تايراو تتصل أساسا باهتراء الطريق الذي يربط القرية ببرج علي ومركز بلدية سطارة على مسافة تقارب 15 كلم، إذ صار السائقون يجدون صعوبة كبيرة في اجتيازه جراء كثرة الحفر العميقة، حيث لم يستفد إلا حوالي 3 كيلومترات من التهيئة والإصلاح العام الماضي، فيما لاتزال المسافة الباقية تنتظر التعبيد. وقد انعكس حال الطريق على حركة نقل الأشخاص ،بالنظر لإمتناع الناقلين بالبلدية المذكورة من استغلال خط النقل بين مركز البلدية والقرية، وفي هذه الوجهة يطالب سكان القرية مديرية النقل بالتدخل العاجل لفرض الناقلين على النشاط عبر الخط المذكور من أجل القضاء على العزلة التي تِؤرق آلاف السكان بالمنطقة. وحسب ذات المصادر، فإن سكان القرية يضطرون لدفع 60دج لأصحاب سيارات 404 للتنقل على أسطحها إلى مركز البلدية في ظروف غير إنسانية، ولحسن حظ تلاميذ القرية المتمدرسين في الطورين المتوسط والثانوي بمركز البلدية إستفادتهم من النظام الداخلي الذي جنبهم التنقل اليومي، لاسيما في ظل الغياب التام للنقل المدرسي. وأوضح بعض مواطني قرية تايراو أن معاناة العائلات مع المياه الصالحة للشرب تبقى متواصلة، خاصة في الأشهر الجافة، أين يضطر المواطنون إلى جلب المياه من الينابيع البعيدة عن بيتهم بواسطة الحمير. وللنساء نصيب من المعاناة أين يضطررن إلى نقله على مسافات طويلة في براميل ذات سعة تتراوح بين 20 و30 لتر على رؤوسهن. وهو ماينطبق أيضا على قاعة العلاج المشيدة بالقرية التي لاتتوفر إلا على ممرض واحد فقط، لم يكف جهده في تقديم أرقى الخدمات. وفي هذا الإطار، يطالبون بدعم القاعة بطبيب عام على الأقل وبتجهيزها قصد تمكين المرضى من الحصول على بعض الخدمات الطبية بأقل جهد، فمشكل تنقل المرض والنساء الحوامل إلى عيادة سطارة ومستشفى منتوري بالميلية يبقى مطروحا بكل متاعبه المالية إلى حين، ليضاف ذلك لمتاعب التنقل اليومي لاستخراج الوثائق الإدارية من ذات البلديتين. وقد تعذر علينا نقل انشغالات السكان إلى المسؤول الأول للبلدية، الذي بلغنا بغيابه وامتناع نوابه عن الإجابة عن استفساراتنا تطبيقا لتعليماته.