تطرق الفنان محمد لمين، على هامش الندوة الصحفية التي نشطها أول أمس بقاعة الأطلس في العاصمة، بمناسبة صدور ألبومه الجديد، إلى الحديث عن هذا العمل المزمع صدوره خلال الأيام المقبلة. كما أماط اللثام عن بعض النقاط المتعلقة بواقع الفنان والفن الجزائري في خضم الجدل القائم حولهم. وعن هذا الموضوع يقول في حوار ل”الفجر”.. بداية سيصدر لك قريبا ألبوم جديد يحوي 18 أغنية متنوعة اخترت له عنوان “لافيارتي”، لماذا بالضبط هذه التسمية؟ كما سبق أن قلت فإن العمل الذي تعاملت فيه مع ملحنين جزائريين يضم ديوهات مع فرق غنائية من المغرب وتونس، ومطربين من أمريكا وفرنسا، استغرقت في تحضيره مدة قاربت ال4 سنوات بغية إطلاق عمل فني راق ومميز، وكذا نتيجة لاحتوائه أولا على 18 أغنية، من بينها مجموعة من الكليبات المنتجة بطريقة جيدة. كما أن مراحل التصوير تطلبت مزيدا من الوقت لأنها كانت في ثلاث استوديوهات بالمغرب، الجزائر وفرنسا. أما عن التسمية فقد جاءت بناءا على ممارستي للفن والغناء لمدة 25 سنة، حيث أشعر كأنني قضيت نصف عمري في خدمة الفن والبحث في هذا المجال، لاسيما أنني اكتشفت عالما مليئا بالأسماء اللامعة في التلحين والعزف وكتابة الكلمات والموسيقى بصفة عامة من مختلف دول العالم والوطن العربي وكذا الجزائر، لذا من الواضح أن يقع اختياري على تسمية كهذه إيمانا مني بمسيرتي الفنية الطويلة التي كانت تحمل تجربة اكتسبت خلالها خبرة كبيرة سمحت لي بالتعامل مع كبار الملحنين، واحتلال مكانة مهمة في ساحة الفن الجزائري. ضم الألبوم، بالإضافة إلى الأغاني الجزائرية، أغنية خليجية. هل هذا موسم الهجرة إلى الطبوع الخليجية؟ ليس بهذا الشكل تماما، اعتمدت فقط على النوع خليجي المتعلق خصوصا بالريتم والموسيقى، أما عن الأغنية فالكلمات جزائرية وباللهجة العامية للشعب الجزائري. بعيدا عن جديدك الفني المنتظر صدوره منتصف الشهر المقبل، كيف تقرأ واقع الأغنية الجزائرية ووضع الفنان الجزائري في ظل الانتقادات التي توجه إلى المطرب الجزائري الذي بات إنتاجه سيئا؟ ما يقال عن المشاكل التي تعاني منها الأغنية الجزائرية، في اعتقادي أن مردها يعود لانعدام بحوث متخصصة في هذا المجال ودراسات تقوم على معاينة الأغنية في جميع أشكالها ومختلف مراحل إنتاجها، سواء فيما يتعلق بالكلمات واختيارها من طرف المطرب أو الكاتب، بالإضافة إلى كيفية انتقاء اللون الموسيقي والكليب ومكان التصوير، وبالتالي أؤكد أنها عوامل متداخلة ترتبط ببعضها البعض، لذا تتطلب في الجانب الأول فترة زمنية طويلة، وهو السبب الذي يقدم في النهاية إنتاجا مميزا، عكس ما يفعله بعض الفنانين، والذين يتسرعون في إصدار ألبوماتهم دون مراعاة هذه النقاط التي تنعكس سلبا على نوعية الإنتاج المقدم للجمهور. ووضع الفنان كيف هو؟ لا يمكنني الحكم على وضعيته الفنية بصفة دقيقة، لكن حسبما أراه فإن الواقع يشير إلى تحسن كبير بدليل العمل والحركية الفنية التي يقومون بها طوال السنة من خلال الحفلات والأعراس وغيرها من النشاطات، لكن من جهة أخرى إذا كانت تصريحاتهم بشأن غياب قانون يحمي الفنان ويؤطر لعمله على جميع الأصعدة، فهم أدرى به مني لأنه حقهم وليس بإمكان أي شخص منعهم من المطالبة به، غير أن هذا الموقف لا ينفي وجود فئة من الفنانين اليوم لا تعمل، أو بالأحرى، لا تريد العمل والاشتغال على إنتاج البومات وإحياء حفلات، وبالتالي فالإشكال قائم فيهم ولا شيء ثاني. هناك من يحمّل تردي مستوى الأغنية الجزائرية إلى الفنان وحده، ما رأيك في هذا؟ يتحمل الجميع مسؤولية هذا الواقع المؤسف، كما أنه لا يمكنني إطلاق أحكام على أي فنان، فالعملية لا يمثلها الفنان وحده فحسب بل يشترك فيها المنتج والموزع إلى جانب الجمهور، لكن حينما يتم الإعلان عن إحياء حفلة لمطرب معين معروف بالنوع الذي يمارسه، وأقصد ممن يستعملون الكلمة البعيدة عن الأخلاق، ترى الجمهور يحضر إليه بكثافة، فما ذا يوحي إليك هذا..؟. أين يكمن الخلل في رأيك، هل في المستمع أم في الفنان بحد ذاته أم توجد أسباب أخرى؟ أعتقد بأن المشكل الأساسي يتعلق بالبداية، أي انطلاقا من لحظة دخول الألبوم للأستوديو والموافقة عليه من طرف المنتج ووصولا إلى إطلاقه للجمهور، بتوضيح أكثر لماذا يقبل المنتجين هذا النوع من الأغاني وكذلك بالنسبة للموزعين والزبائن، فلو كان العكس، أي الرفض، لما وصل الأداء والاستغناء عن الكلام الجميل المحمل بالأخلاق إلى مثل هذه الدرجة من التقهقر التي تشهدها الأغنية الجزائرية اليوم، بل لأصبح وضع الأغنية الجزائرية في القمة المرجوة. للأسف المال الذي صار همهم الوحيد قد أعمى قلوبهم وأبصارهم وضربوا به عرض الحائط مشاعر الجمهور الملتزم وقيمة الفن بشكل عام. يقال إن القائمين على تنظيم الحفلات يراعون الفنان الأجنبي أكثر من الجزائري، ما تعليقك على هذا الكلام؟ لا أشاطرك الرأي، فكل ما يقال هو مجرد مغالطات إعلامية لا أساس لها من الصحة، ففي حالة غيابهم فنها يعود لأسباب شتى منها توقيت البرمجة الذي لا يتزامن مع نشاطاتهم المختلفة في عديد المناطق، بالإضافة إلى سوء اختيار المواعيد من طرف المنظمين لهذه المهرجانات، فعادة ما تأتي متأخرة، فلو تتم برمجتها واستدعاؤهم من قبل فأجزم أنه لا أحد سيتغيب منهم. يكثر الحديث دائما عن ضخامة المبلغ المالي الذي يقدم للفنان الأجنبي، بينما نظيره الجزائري لا يتحصل إلا على نسبة محدودة، وهو ما فتح الباب لانتقادات واسعة وجهت إلى وزارة الثقافة باعتمادها التمييز بين الفنان المحلي والأجنبي، كيف تفسر هذا الموقف؟ بصريح العبارة ما فعله أولئك الفنانون العرب أو الأجانب لم نفعله نحن، وأقصد في هذا الإطار أن عدة شركات إنتاج تقف وراء تألقهم، كما تضع شروط لغنائهم في الخارج وفي مقدمتها الشرط المالي، مثال على ذلك شركة روتانا التي تنفق أموالا ضخمة في سبيل إصدار أعمالهم، فمثلا الكليب ذو النوعية الأخيرة يكلفها غاليا ما بالك بالأحسن والجيد، ناهيك عن اللباس ومختلف المصاريف الخاصة بالإقامة، الإطعام.. فالفنان عندهم لا يقوم بشيء سوى الغناء وصعود المنصة، أما عندنا نحن فالطريقة التي تسير بها الفنان وشركات الإنتاج تختلف تماما عنهم.. فكيف لمطربينا أن يطلبوا شيئا أكبر منهم.