تشير آخر التقارير الطبية بعيادات الأطفال في سيدي بلعباس، إلى تنامي حالات الإصابة بأمراض فقر الدم لدى الأطفال والرضع، حيث كشف الأطباء والمختصون بهذه العيادات عن استقبالهم يوميا ل 2 إلى 3 حالات يوميا لرضّع مصابين بالداء في حالاته الأولى بمعدل 40 إلى 60 حالة في الشهر، وهي الإحصائيات التي تتطلب دراسة عميقة لتحديد أسباب ارتفاع عدد الحالات في الآونة الأخيرة وبشكل ملفت للإنتباه لدى الأطفال، خاصة الرضع الذين لا يتعدى عمرهم الستة أشهر. وعن أسباب الظاهرة يؤكد أخصائيو أمراض الأطفال بالعيادة الخاصة، صغير محمد، أن سوء التغذية لدى الطفل الذي يفوق عمره 6 أشهر يعد العامل الأساسي في ظهور المرض، وكذا سوء التغذية لدى النساء الحوامل وحتى المرضعات اللاتي يتبعن طرق عشوائية في أنظمتهن الغذائية، وبالتالي إفتقارهن لكل ما يحتاجه الجنين أو الرضيع من الحديد وغيره، هذا بالإضافة إلى إعتماد بعض النساء المرضعات على حليبهن لوحده في تغذية أطفالهن، ظنا منهن أن حليب الأم كاف لوحده، متجاهلين احتمال نقصه لعديد المكونات الهامة بسبب سوء التغذية التي يعانين منها، وهو ما يدفع الأطباء إلى مطالبة الأمهات بإدخال أنواع أخرى من الأغذية الغنية على غذاء الرضيع بعد بلوغه 6 أشهر. كما يطالبن الحوامل باتباع نظام غذائي سليم يحتوي كل المكونات التي يحتاجها الجنين في فترات تكوينه وحتى بعد ولادته. ويضيف هؤلاء أن فقر الدم لدى الأطفال يحدث نتيجة نقص كمية الحديد في الجسم، وهو الذي تصنع منه كريات الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين إلى باقي أجزاء الجسم والدماغ، والعمر المتوقع لحدوث ذلك يتراوح بين 9 شهور إلى 24 شهرًا. ومن أهم أعراض المرض الإضطراب، فقدان الشهية، الشحوب وتضخم وخفقان القلب وسرعة في التنفس. وللوقاية من المرض ينصح المختصون كافة الأمهات بجعل غذاء أطفالهن متوازنا من خلال تقديم كل أنواع الخضروات الطازجة، الأسماك واللحوم والعدس وحتى العصائر ومشتقات الحليب.