يعاني الكثير من الأشخاص من فقر الدم صغارا كانوا أم كبارا، ذكورا أم إناثا، إذ يعد هذا المرض من أكثر الإمراض انتشارا في المجتمع، وهو بحق مشكلة صحية لها انعكاساتها السلبية، غير أن الأغلبية يهونون من خطورته. ويعتبر الأطفال والنساء الحوامل من أكثر فئات المجتمع تعرضا له. كثيرا ما نسمع عن إصابة فرد داخل الأسرة أو واحد من معارفنا بفقر الدم وهو مرض واسع الانتشار ينجم عن سوء التغذية أو الإجهاد المتواصل الذي يسفر عن قلة تزود الجسم بالمواد الضرورية. فإنتاج كريات الدم الحمراء يحتاج إلى عناصر أساسية، كالحديد والفيتامين ب 12 والفيتامين ب 9 والفيتامين س. ومن بين مظاهر فقر الدم وأعراضه التي تطرأ على المريض تذكر الدكتورة برناوي أمينة طبيبة عامة أن الشحوب والضعف العام وسرعة التعب والإرهاق وضيق التنفس وتسرع ضربات القلب والدوخة والطنين في الأذن وفقدان الشهية من أهم مميزات مرض فقر الدم، وفيه ينقص الحديد ونشاهد علامات خاصة هي: هشاشة الأظافر وتقعرها، التهاب زوايا الفم وهشاشة الشعر وسقوطه. و يعتبر فقر الدم بنقص الحديد من أكثر أنواع فقر الدم انتشاراً في العالم، وتشير التقديرات إلى أن أعداد المصابين به تراوح بين 500 و600 مليون، والسبب يعود إلى ضحالة معدن الحديد في الغذاء أو ضياع الحديد نتيجة النزف الدموي. ويملك الإنسان البالغ بين 3 و5 غرامات من الحديد، يوجد ثلثاها في هيموغلوبين الدم في الكريات الحمر، أما البقية فتخزن في الكبد. وتضيف الدكتورة أن فقدان الدم والدورة الشهرية، وتناول الأدوية المضادة للروماتيزم ونقص أو سوء التغذية تعتبر من أهم أسباب نقص الحديد في الجسم. كما أن الأشخاص الذين لا يأخذون كفايتهم من الحديد يتراجع إنتاج كريات الدم الحمراء عندهم، ويتطور لديهم نوع من فقر الدم تكون فيه الكريات كبيرة الحجم غير طبيعية. كما أن التسمم ببعض الأدوية قد يشعل فتيل هذا النوع من فقر الدم. فقر الدم يصيب الأغنياء أيضا ترى الدكتورة برناوي أن الناس يحملون الكثير من الأخطاء عن طبيعة هدا المرض، وقد يتصور بعضهم أن فقر الدم يصيب الفقراء فقط، وهذا خطأ لأنه يشاهد عند الأغنياء أيضاً نتيجة إتباعهم أساليب خاطئة في التغذية، حيث أن اغلبهم يفرطون في إعطاء أبنائهم مأكولات يعتقدون أنها صحية أكثر، لكنهم في الحقيقة يتسببون في تعريضهم لمشاكل صحية خطيرة دون أن يعوا ذلك كتقديم الحلوى فترة قصيرة قبل موعد الأكل، وهو ما يتسبب في امتناع الطفل عن تناول الطعام الذي يؤدي مع مرور الوقت إلى إصابة طفل بفقر الدم. كما أن البعض يعتقد أن فقر الدم لا خطورة منه وهذا خطأ شائع ففقر الدم قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه وقد يكون قاتلا. أما فقر الدم لدى الطفل فله انعكاسات خطيرة إذا لم يتم تداركه في الوقت المناسب، لأنه يؤثر على قدرات الطفل ويترك آثارا سلبية على حياته الدراسية والاجتماعية، والغريب أن الناس يعتقدون أن المرض ينتهي بملء البطن بالطعام لكن الأمر ليس بهده البساطة مطلقا. الحامل أكثر تعرضا لفقر الدم تعاني الكثير من الحوامل من فقر الدم بسبب زيادة الطلب على عنصر الحديد والفيتامينات الأخرى خلال الحمل، نظرا لحاجة الجنين للعناصر الغذائية الهامة. تقول الدكتورة برناوي إن أسباب فقر الدم لدى الحوامل عديدة منها عدم تناولها لأكل يحتوي على الحديد أو معاناتها من تقرح في المعدة. كما أن نسبة الإصابة بفقر الدم تكون عالية لدى الأمهات اللواتي يحملن بشكل متقارب بين حمل وآخر.أما عن أعراض فقر الدم لدى الحامل فغالبا ما يكون الشعور بالتعب والإرهاق وشحوب الوجه والصعوبة في التنفس والشعور بالدوخة من أولى علاماته بالإضافة إلى الأعراض التي يشكو منها المريض والتي ذكرناها من قبل، فالطبيب يستطيع أن يشخص مرض فقر الدم من خلال تحليل عينة من الدم تؤخذ عند أول زيارة لمتابعة الحمل، وهذا التحليل يعاد مرة أخرى في النصف الثاني من الحمل، ونتيجة التحليل تبين نسبة الهيموغلوبين في الدم وحجم كريات الدم الحمراء وعدد كريات الدم الحمراء وغير ذلك من النتائج التي يعرفها الطبيب، ويتم عمل تحليل خاص لمعرفة ما إذا كانت الأم الحامل تعاني من هذا المرض أم لا.