الأمم المتحدة: ”سورية دخلت مرحلة الحرب الأهلية” أكدت صحيفة (أندبندانت)، أمس، أن السعودية وقطر تسلحان مقاتلي ”الجيش السوري الحر”، في تطور رأت أنه يهدد بتأجيج الصراع على السلطة بتحفيز من الانتفاضة المستمرة ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ 15 شهرا. قالت الصحيفة إن مقاتلي الجيش السوري الحر ”استلموا أسلحة من الدولتين الخليجيتين عبر تركيا وبدعم ضمني من جهاز استخباراتها المعروف باسم (إم آي تي)، وفقا لدبلوماسي غربي في أنقرة، بعد أن كانوا يعتمدون على ترسانة قديمة وغير كافية من الأسلحة”. وأضافت ”أن المتمردين المعارضين للنظام السوري هرّبوا ومنذ بداية الانتفاضة كميات صغيرة من الأسلحة تم شراؤها من السوق السوداء من هاتاي في جنوب تركيا إلى محافظة ادلب السورية، غير أن أعضاء بالجماعات المتمردة المنضوية في الجيش السوري الحر اعترفوا أنهم حصلوا على شحنات متعددة من الأسلحة، من بينها بنادق كلاشنكوف ورشاشات وأسلحة مضادة للدبابات من دول خليجية، وقامت تركيا بالمساعدة في تسليمها لهم”. ونسبت الصحيفة إلى عضو في (الجيش لسوري الحر) يعيش في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، قوله ”إن الحكومة التركية ساهمت في تسليحنا، وإن الأسلحة وصلت إلى ميناء تركي عن طريق سفينة شحن، ثم نُقلت بعد ذلك إلى الحدود من دون أي تدخل من السلطات التركية”. وأشارت إلى أن المسؤولين السعوديين دعوا من قبل إلى تسليح المعارضة السورية، بعد أن شكك العاهل السعودي الملك عبد الله بجدوى الحوار. وقالت إندبندانت إن دبلوماسيا غربيا يقيم في العاصمة التركية أنقرة طلب عدم الكشف عن هويته، أكد ”أن تسليم الأسلحة الخفيفة للمتمردين في سوريا يمثل التطور الأخير وتم عبر شاحنات لا تحمل علامات قامت بنقل الأسلحة إلى الحدود وتسليمها للجماعات المتمردة”. ونقلت عن الدبلوماسي أن ”هناك شحنات أسلحة تأتي بعلم الأترك ويقوم المجلس الوطني السوري المعارض بفحصها.. بهدف منع وقوعها بأيدي المتطرفين الإسلاميين مع أنها تُسلّمها من الناحية العملية للمتمردين المتعاطفين مع جماعة الأخوان المسلمين المهيمنة على المجلس الوطني السوري”. وأضافت الصحيفة أن الدبلوماسي الغربي زعم ”أن مقاتلي الإخوان المسلمين فقط يحصلون على الأسلحة”، في حين أعلن نشطاء سوريون يتمركزون على الحدود التركية السورية لا ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين أنهم ”لم يسمعوا بتسليم الأسلحة إلا قبل أيام مضت”. وقالت إن المسؤولين السعوديين والقطريين رفضوا التعليق، فيما ذكر مسؤول تركي أن بلاده ”لا تقدم أسلحة إلى أية جهة ولا ترسل عناصر مسلحة إلى أية دولة مجاورة بما في ذلك سوريا، وأن دولا غربية لا تزال تمد المعارضة بمعدات غير فتاكة فقط”. وفي تطور آخر اعتبر الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن الأربعاء أن تدخلا عسكريا أجنبيا في سورية ”لن يكون الطريق الصحيح” بعد ساعات على تصريحات لقائد عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة قال فيها إن البلاد دخلت في حرب أهلية. وقال راسموسن في كلمة ألقاها أمام صحافيين أستراليين ”إن تدخلا عسكريا أجنبيا ليس الطريق الصحيح لسورية” داعيا الى حل سياسي للأزمة في هذا البلد. وأضاف ”ليس هناك أي خطط حاليا” لشن عملية للحلف الاطلسي في سورية وأردف ”رغم ذلك فإنني أدين بشدة سلوك قوات الامن السورية وقمع السكان المدنيين (...) ما نشهده مشين تماما ولا شك أن النظام السوري مسؤول عن انتهاكات للقوانين الدولية”. وكان مسؤول عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة، هيرفيه لادسو، قد أعلن أمس، أن ”سورية باتت الآن في حرب أهلية” مشيرا الى ”ارتفاع هائل في وتيرة العنف” مع تصاعد المعارك بين القوات الحكومية وقوات من المعارضة واشتداد القصف على معاقل الانتفاضة.