”2 مليون جزائري يعانون من اضطرابات عقلية” كشف وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات جمال ولد عباس عن وجود زهاء 2 مليون جزائري يعانون من اضطرابات عقلية اي ما يعادل 10 بالمائة من تعداد سكان الجزائر، وذلك على هامش إشرافه على افتتاح أشغال الملتقى الدولي للأمراض العقلية الذي احتضنه المستشفى الجامعي فرانس فانون بالبليدة نهاية الأسبوع في طبعته السابعة التي جاءت هذه السنة تحت شعار ”خمسون سنة من طب الأمراض العقلية الجزائرية،التجربة الصغرى والتاريخ الكبير”. وعن ارتفاع عدد المصابين بالأمراض العقلية قال وزير قطاع الصحة ان الأمر يرجع في عديد الحالات إلى مخلفات الأزمة الأمنية التي عرفتها الجزائر، وإلى تزايد تعداد المدمنين على المخدرات التي تذهب بعقول متعاطيها. وفي سياق مواجهة أزمة تزايد عدد المختلين قال الوزير إن مصالحه تسعى إلى تكثيف تكوين المكونين وهو ما تعكسه أرقام الوزارة منذ مطلع الاستقلال، مضيفا في سياق متصل إن الجزائر تحصي في الوقت الراهن 26 مصلحة مخصصة للتكفل بهذه الفئة، فيما يبقى الرهان القائم مبنيا على إقامة مصالح مختصة مماثلة عبر كافة ولايات الوطن بغرض التخفيف من الضغط الحاصل في المصالح الموجودة، وذلك لضمان تكفل أحسن بالمرضى. وأشاد الوزير ولد عباس بمستشفى فرانس فانون الذي يعد قطبا ونموذجا ناجحا في تطبيق سياسة التكفل بهذه الفئة. من جهة أخرى، عاد نفس المسؤول للحديث عن فئة المسجونين حيث تم إحصاء 60 ألف شخص منهم يقبعون في المؤسسات العقابية وهم مصنفون في خانة المرضى النفسيين، ما يتطلب حسب المتحدث نفسه عناية أكبر بهم بالنظر إلى ظروفهم الخاصة. الملتقى الذي كان الغائب الكبير عنه البروفيسور البشير ريدوح الذي يعد واحدا من أبرز أعلام الطب العقلي والنفسي في الجزائر، والذي وافته المنية في 23 مارس الماضي، عرف مشاركة حوالي 400 طبيب في الأمراض العقلية، من الجزائر وتونس وفرنسا وأطباء نفسانيين وأساتذة علم اجتماع بالإضافة إلى قضاة، تناولوا بالتحليل مواضيع تخص مختلف العلاجات المتوصل إليها في مجال طب الأمراض العقلية بمختلف أنواعها، مثل انفصام الشخصية والجنون، فيما استذكر رفقاء ريدوح خصال هذا الأخير وأعماله التي كرست لأصول ممارسة طبية مختصة يأمل رفقاؤه أن يتم الحفاظ عليها لاسيما ما تعلق بفرقته الطبية التي كونها قبل رحيله.