سعيد بوطاجين: لا يمكن الحديث عن أدب جزائري حامل للهوية الأجنبية فضيلة الفاروق: مسار الكتابة الأدبية في الجزائر متكسر وأفقها مخيف نوه مختصون إلى إشكالية التنوع والتعدد في الأدب الجزائري الذي بات حبيس عديد العناصر، على غرار الكتابة بالفرنسية والعربية، وكذا محاكاة الشكل والمضمنون للأدب العالمي في ظل غياب الوعي لدى الكتاب الجزائريين، وهو ما ساهم في غموض مستقل الأدب الجزائري بمختلف أنواعه. أشارت الروائية المغتربة ببيروت، فضيلة الفاروق خلال الندوة التي نشطتها أول أمس رفقة الكاتب سعيد بوطاجين في إطار مهرجان الأدب وكتاب الشباب، الذي تقام فعالياته بالعاصمة منذ أسبوع، وتناولت فيها إشكالية ”آفاق الأدب الجزائري”، إلى أن الأدب في الجزائر بات صعب الحكم على مستقبله لأنه تغذى من مشارب كثيرة باعتبار تنوعه واختلافه من فترة لأخرى، ناهيك عن تعولمه ببصمات مشرقية وغربية وأمريكية، وكذا جزائرية التي تبني أحداثها على الأسطورة والتراث. واعتبرت صاحبة ”أقاليم الخوف”، أنّ الأدب المكتوب بالفرنسية يختلف تمام عن الأدب المكتوب باللغة العربية، وهو ما يعطي تلك الصبغة المزدوجة التي تقدم لغتين، تمكنت بشكل أوبآخر من تشتيت لغتنا الخاصة بنا وسلبت ذواتنا، وأضافت الفاروق” حتى الخاطرة في الفايس بوك توحي إلى أفق معين”. كما حذرت في خضم هذه الأسباب من الأفق المخيف الذي يهدد الكتابة الجزائرية شعرا ورواية، لاسيما الناطقة بالعربية لأنها تبتعد عن القارئ. وعلى حد قولها فإن” مسار الكتابة متكسر من خلال وجود ظروف تعمل على تكسير المواهب الشابة”. من جهته يرى الكاتب والباحث سعيد بوطاجين أن الحداثة المستوردة أو الوهمية طغت بشكل مخيف على الأدب الجزائري، حيث أصبح يعتمد على التقليد والمحاكاة الكلية سواء بقصد أو عن غير قصد لما ينتج من النصوص الأدبية لكبار الأدباء في العالم، معتبرا أن هذا العمل هو محو للذات الجزائرية وهويتها، بينما الأدب الجزائري مبني على التقاليد والموروث الشعبي والأصول، كما أنه منتوج مستمد من الواقع و ظروفه. وفي سياق متصل نوه الكاتب إلى هشاشة أدب الثمانينيات والتسعينيات لأنه تأدلج بالاشتراكية وأفكارها التي تبتعد في رؤاها عن المنظور الجزائري في رواية الأحداث، وبالتالي كما قال ”أنا مع الاستفادة من التأثر ومن تجارب الآخرين لكن بوعي”. على صعيد أخر يعتقد بوطاجين أن إشكالية الهوية في الكتابة أثرت على إعطاء صبغة حقيقية لأدبنا حتى نعرف من نكون وماذا نريد، ”لأننا غرباء في المكان، فلا يمكن الحديث عن أدب جزائري حامل للهوية المشرقية أو الأمريكية أو الأوروبية.