تعرف الكتب الرّوائية المكتوبة باللّغة العربية خلال المعرض الدولي للكتاب لهذا العام إقبالا ملحوظا بالمقارنة مع نظيرتها باللّغة الفرنسية، وهذا ما يؤكّد عليه جميع المختصّين في هذا الميدان من أدباء ومديري النّشر المشاركين في هذا المهرجان الدولي. فمثلا، تعرف دور النّشر المعروفة بطباعتها للرّواية باللّغة العربية تزاحما على اقتناء بعض الرّوايات خاصّة المشهورة، فالقارئ دوما يبحث عن المميّز حتى ولو كان إصدارا قديما· وضاقت دار الآداب التابعة لدولة لبنان بزوّارها الرّاغبين في اقتناء روايات واسيني الأعرج وأحلام مستغانمي القديمة بأقلّ سعر، بالإضافة إلى الرّوائيين العرب أمثال حنا مينا والجزائرية فضيلة الفاروق التي شهدت رواياتها إقبالا مميّزا هذه السنة. ولم تغب روايات أمين معلوف عن المشهد، خاصّة لدى الشغوفين بالرّوايات التاريخية، كما عرفت روايات المرحوم الطاهر وطّار إقبالا معتبرا ككلّ عام لما تحويه من أسلوب مميّز ومعلومات رائعة عن خبايا المجتمع والتاريخ الجزائري· ومازالت بعض الرّوايات المصرية تصنع الحدث وتشدّ انتباه مختلف الفئات كروايات نجيب محفوظ الصادرة عن دار الشروق المصرية، مع الاتجاه إلى روايات علاء الأسواني ويوسف زيدان هذا الخير الذي يجذب الانتباه من خلال المشاهد الحسّية المكرّرة في مختلف رواياته كعزازيل وظلّ الأفعى الصادرة حديثا، والتي يشاركبها في معرض الكتاب بالشارقة. كما احتلّ الأدب النّسوي مكانة جيّدة خلال هذا المعرض كروايات المصرية رضوى عاشور الصادرة عن دار الشروق التي توافد الكثيرون للاطّلاع عليها، وللعلم فهي زوجة الأديب الفلسطيني مؤيّد البرغوتي ووالدة الشاعر المتألّق تميم البرغوتي الذي غابت دواوينه الرّائعة عن هذا المعرض· كما شهدت الرّوايات الجزائرية المكتوبة باللّغة العربية والصادرة حديثا إقبالا جيّدا من طرف زوّار المعرض، خاصّة المهتمّين بكلّ مولود جديد ومميّز في الساحة الأدبية، فشدّت روايات عبد الرزّاق بوكبة مثلا انتباه معظم الزوّار ورواية (على جبينها ثورة وكتاب) للمدوّن الشابّ يوسف بعلوج، بالإضافة إلى الرّوايات اللاّتينية المترجمة إلى العربية لأشهر كتّاب هذه القارّة الذين لا يزالون يشدّون الانتباه برواياتهم الآتية من وراء البحار الحاملة لعوالم جديدة كروايات باولو كوهيلو، إلاّ أن البعض من الأفراد راوده الحنين إلى الرّوايات القديمة المترجمة· وفي الجانب الآخر تقف الرّواية المكتوبة باللّغة الفرنسية بعيدة عن الأضواء، فرغم تنوّعها وكتابتها من طرف الأقلام الرّائدة في هذا المجال كياسمينة خضرة ومليكة مقدّم وحميد فرين وبوجدرة، إلاّ أن أغلب المهتمّين بتتبّع الرّواية أصبحوا يفضّلون الرّواية المكتوبة بالعربية وهذا راجع إلى تراجع تداول اللّغة الفرنسية بين النّخبة الجزائرية، خاصّة في الفترة الأخيرة·