في الوقت الذي احتل فيه المشاكسان، الإنجليزي واين روني والإيطالي ماريو بالوتيللي العناوين الرئيسية للصحف قبل المباراة المرتقبة بين المنتخبين الإيطالي والإنجليزي اليوم في دور الثمانية ليورو 2012، فإن المواجهة بين الفريقين تجمع بين النقيضين حيث يلتقي عملاقان لكل منهما أسلوبه التكتيكي في اللعب. يرى الكثيرون أن سلوك روني وبالوتيللي يتسم بالتهور والانفعال، غير أن روني يؤكد أنه تغير كثيرا بعد غيابه عن أول مباراتين للمنتخب الإنجليزي في يورو 2012 بداعي الإيقاف. وقال روني عقب تسجيله هدف الفوز في شباك أوكرانيا "لقد دفعت الثمن، ليس لدي أي مشكلة الآن فيما يتعلق بحالتي المزاجية"، وينقسم المراقبون بين وصف بالوتيللي ب"ماد ماريو" و"سوبر ماريو". وقال جو هارت حارس مرمى المنتخب الإنجليزي وزميل بالوتيللي في صفوف مانشستر سيتي الإنجليزي "إنهما فتيان مختلفان تماما، ولكن بنفس الموهبة الكبيرة وبنفس الهدف، الذي يتعلق بفوز فريقيهما. واين لاعب مذهل وماريو لاعب استثنائي أيضا. الجميع يتطلع إلى مشاهدة اللاعبين اليوم". ولكن المباراة لها أبعاد أكبر من بالوتيللي وروني، حيث يلتقي الفريق الفائز مع ألمانيا يوم الخميس المقبل في وارسو في المربع الذهبي للبطولة، وفاز المنتخب الإيطالي في تسعة من أصل 22 مواجهة سابقة مع إنجلترا، في الوقت الذي فازت فيها إنجلترا في سبع مواجهات وتعادل الفريقان ثماني مرات، ولكنهما تواجها مرتين فقط في البطولات الكبرى، حيث فازت إيطاليا 1-0 في دور المجموعات ليورو 1980 و2-1 في مباراة تحديد المركز الثالث في كأس العالم 1990. وستعيش الجماهير الإيطالية أوقاتا عصيبة بسبب طريقة لعب الأزوري في مواجهة الأسود الثلاثة وهذه ليست بالمفاجأة استنادا إلى نزعة المدربين الإيطاليين في إنجلترا. بالإضافة إلى الإيطالي فابيو كابيللو الذي تولى تدريب المنتخب الإنجليزي بين عامي 2008 و2012 فإن العديد من المدربين الإيطاليين قاموا بتدريب أندية إنجليزية مثل روبرتو مانشيني في مانشستر سيتي وروبرتو دي ماتيو في تشيلسي وجيانلوكا فيالي في تشيلسي وواتفورد واتيليو لومباردو (مانشستر سيني) وكلاوديو رانييري (تشيلسي) وجيانفرانكو زولا (ويستهام يونايتد) وكارلو انشيلوتي (تشيلسي). واكتملت القوة الضاربة للمنتخب الإنجليزي بتعافي أشلي يونج وعودة جيرمين ديفو بعد مشاركته في جنازة والده، ليبدأ الفريق حملة التأهل إلى المربع الذهبي لكأس الأمم الأوروبية للمرة الثالثة بعد احتلال الفريق المركز الثالث في البطولة القارية عامي 1968 و1996. وفي حال فاز الأزوري، فإنه سيتأهل إلى المربع الذهبي للمرة الرابعة بعد فوزه باللقب في 1968 واحتلاله المركز الرابع في 1980 ثم احتلال المركز الثاني في 2000. القسم الرياضي هودجسون: "الفوز على إيطاليا سيكون تاريخياً" أقرّ المدرِّب الإنجليزي روي هودجسون بأن الفوز على "الأزوري" في كييف اليوم "سيشكّل خرقاً مهماً"، في تصريحه قبل لقاء المنتخبين بختام مباريات الدور رُبع النهائي لأمم أوروبا، التي تُقام في أوكرانيا وبولندا حالياً، ومن الثابت أنّ منتخب "الأسود الثلاثة" لم ينجح يوماً في الفوز على بطل سابق للعالم في المراحل الإقصائية لبطولة غوليت أقيمت على أرضٍ أجنبية. وإذا نجح الإنجليز في التأهّل إلى الدور نصف النهائي على حساب إيطاليا، ستذكّرهم مواجهة الدور نصف النهائي مع ألمانيا بإخفاقاتٍ سابقة (لم تفز إنكلترا يوماً على "المانشافت" في بطولة مُقامة خارج ملعب ويمبلي). وقال هودجسون: "سيكون (الفوز) خطوة مهمة إلى الأمام، لا شك في ذلك، كلّ هذه الإحصاءات السلبية التي علينا أن نتعلّم التأقلم معها توضع جانباً عندما نحقّق نتيجة إيجابية، وهذه خلاصة الموضوع". وتحدّث عن تجربة مماثلة أثناء تدريبه وست بروميتش ألبيون: "واجهت الأمر مراراً، (قيل لي) لم نفز هنا منذ 30 عاماً، لم ننه الدوري متقدّمين على أستون فيلا، لم نربح على أرض ستوك، اعتدت هذا الأمر وكنت سعيداً لأنني نجحت في نقض بعض التشاؤم، هذه الطريقة الوحيدة التي يمكن القيام بذلك".