دأبت الزاوية العلوية الكائن مقرها بحيدرة بالجزائر العاصمة، على الاحتفاء سنويا بذكرى انتقال القطب الصمداني سيدي الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي قدّس الله سرّه إلى الرفيق الأعلى في الرابع عشر من شهر جويلية سنة 1934. وهاهي اليوم، الخميس 28 جوان 2012م الماضي، تقيم تظاهرة دينية ثقافية وعلمية احتفالا بالذكرى الثامنة والسبعين لوفاة هذا العالم الربّاني الذي طبّقت شهرته الآفاق، وتتمحور نشاطات وفعاليات التظاهرة حول تلاوة وختم للقرآن العظيم مع إهداء ثوابه إلى الروح الطاهرة لهذا الولي الصالح أفاض الله عليه من كرمه وجوده ما يرضيه وفوق الرضى، كما تهدى إلى روحه وروح شيخه سيدي حمو الشيخ فدوتان مقدار كل واحدة منهما 70 ألفا (لا إله إلا الله)، وحول مدائح وأذكار وصلوات على النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم. ويحضر هذه التظاهرة المباركة التي تستمر ليلة الجمعة ويوم الجمعة الأغر الأزهر جموع من مُحبّي الشيخ العلوي رضي الله عنه، قادمين من كل صوب وحدب من وطننا المفدى شرقه وغربه جنوبه وشماله عربا وأمازيغا مجتمعين على مائدة نورانية قوامها المحبة في الله، وتقدير أحباب الله وتوحيد صفوف أهل الله والمسلمين أجمعين ولا غرو، فالشيخ الجليل معلم من معالم الحضارة الإسلامية بل الإنسانية، إذ تكوّنت في مدرسته الربانية أجيال من المحسنين والمريدين الملتزمين بأفكاره وأذكاره، السائرين على دربه ومنهجه القويم المستمد من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والمستقى من مشكاة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو إمامه وقدوته. وبما أن (ما كان لله دام واتصل) فقد بقيت مؤلفاته العديدة تنير درب السائرين على طريق التصوف، بحيث تجاوزت الجزائر والعالم الإسلامي لتصل إلى مختلف أصقاع المعمورة. وهكذا تظل هذه المجالس النورانية التي تقام سنويا للاحتفاء بهذا الغوث الربّاني مجالا رحبا لالتقاء الأحباب، استدرار شآبيب المغفرة، الرحمة واللطف من الملك الوهاب، وتشنّف آذان الحضور الكرام وتنور قلوبهم بختم كتاب الله العزيز، ومدح حبيبه ومجتباه (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أذكار توقظ الهمم وتشحذ العزائم وتنير الدرب، فجزى الله تعالى جميع القائمين - بوفاء وإخلاص- على إحياء هذه المناسبة العظيمة وفي صدارتهم وكيل الزاوية، الشيخ الحاج عبد الله بوحارة أعاد الله علينا وعلى كافة أفراد الأمة الإسلامية هذه الذكريات والمناسبات العطرة باليمن والخير والبركات.