يمر اسم المرأة في جوال الرجل بعدة مراحل على حسب المكانة وصلة القرابة، بدءا بالحبيبة والغالية أم فلان، وانتهاء بأسماء نكرة عند البعض توحي بدلالات ومعاني تدعو للسخرية ك”مولات دعوتي”، “المحنة”، “الجدارمي” وغيرها، حيث باتت تسمية الأزواج لزوجاتهم في رنات الهواتف مدعاة للإثارة والاستهزاء تصل في بعض الأحيان إلى ما لا يحمد عقباه. يراود الزوجات الكثير من الفضول لمعرفة طبيعة علاقتهم مع أزواجهم خارج المنزل وكيف يتعامل الزوج مع زوجته عندما تصله مكالمة منها، حيث باتت تسمية الأزواج لزوجاتهم مدعاة للإثارة والسخرية أين تتفاجأ بعضهن بأسماء لاتخطر على بال أحد، وفي هذا الشأن ارتأت (الفجر) أن تسلط الضوء على هذا الموضوع رغم طرافته، إلا أنه يعبّر عن شكل العلاقة الزوجية ويختصرها في بضع حروف. الجدارمي، مولات دعوتي والبروصي كنيات تعكس علاقة الزوجين في الجوال، كثيرة هي الأسماء التي تطلق على الزوجات وتستخدم كرموز في الهواتف النقالة فمنها من تدل على الدلع ومنها من تحمل تهكما وسخرية من الزوجة خاصة إذا تعلق الأمر ببعض التسميات الغريبة والمضحكة كالجدارمي، مولات دعوتي، البروصي وغيرها من الأسماء التي يختارها الأزواج من كثرة المشاكل التي تفتعلها معهم بسبب أو بدون سبب، وفي هذا الإطار قالت منال متزوجة وأم لطفلين “أنها تفاجأت برقم هاتفها في جوال زوجها مدون عليه “راهي عيطت”، وحين سألته أجابها هذا الأخير “لأنك تتصلين بي كثيرا وتزعجينني في بعض المرات لهذا اخترت هذا الاسم”. من جهتها أشارت صباح، موظفة بشركة خاصة “أنها تتشاجر كثيرا مع زوجها بسبب تسميتها المضحكة في جواله، وهو الأمر الذي يخلق جوا من التوتر في البيت”. ... وآخرون اختاروا أسماء دلع ودلال لاتخلو بعض الهواتف النقالة من أسماء تحمل في طياتها معاني رومنسية أو فيها نوع من المشاعر كعيني، توأم روحي، شريكتي وغيرها من الأسماء التي ألف البعض تدوينها في الهاتف النقال، وهو ماجاء على لسان محمد الذي يسمي زوجته عيني ليبرز مدى حبهما وتعلقهما ببعض. وهناك من يختار الحرف الأول من اسم زوجته لعدم إبرازه كاملا أو أنه اعتاد مناداتها باسم معين لايزال يحتفظ به منذ طوال سنوات كسوسو أو فيفي وغيرها من الأسماء التي لاتعد ولاتحصى كرمز للدلال. أسماء رجال وأرقام للحبيبات يتعمد الزوج أن يسمي زوجته باسم رجل في الهاتف النقال تجنبا لأي إحراج أو مشكل قد يقع فيه مستقبلا وذلك خشية من يقع في يد الغير كسرقته مثلا أو ضياعه، وهو ما لمسناه عند يحيى، تاجر الذي أطلق “اسم منير على رقم زوجته بحكم عمله الذي يجعله يحتك بالتجار”. وهناك من يكتفي بالاحتفاظ بالرقم فقط دون تدوين الاسم لتجنب أي مضايقات أو تحرشات. وكان للأخصائية الاجتماعية، ثريا تيجاني رأيا في الموضوع، حيث أفادت هذه الأخيرة “أن تسمية الزوجة في هاتف زوجها تختلف على حسب معاملة المرأة لزوجها، مشيرة أن التسمية تعبير عن مشاعر الزوج لزوجته وأن المحيط الذي ينتمي إليه الزوجان وكذا علاقة الإنسان برابطة الزواج من الأسباب التي تدفع بالرجل إلى تدوين أسماء مضحكة أو غريبة أو تدعو للسخرية“. وأضافت تيجاني “أن هناك نوعين من الأشخاص منهم من يحس بأنه مقيد برابطة الزواج ومحروم من ممارسة حريته لذلك يتعمد في اقتناء أسماء تزيح عنه أي شبهة ومنهم من يحس بالاستقرار والراحة بالزواج، مما يجعله يختار أسماء جميلة لزوجته ولحياته معها”. وعليه نصحت الأخصائية “بعدم المبالغة في التسميات واختيار اسم عادي لايدعو للسخرية، لتجنب أي مشكل قد يقع فيه الأزواج، والتي أوصلت الكثيرين إلى أروقة المحاكم”.