بادرت جمعية ابن باديس للعلوم العصرية والثقافة الهادفة بولاية باتنة، خلال اليويمين الماضيين، إلى عرض الفيلم الوثائقي المنجز من طرف المخرج عبد الباقي صلاي، حول حياة العلامة عبد الحميد ابن باديس، وأهم المحطات المنيرة في مسيرته العلمية والإصلاحية، وذلك بقاعة العروض لدار الثقافة محمد العيد آل خليفة بباتنة. وقد بدا الحضور على قلته من طلبة وأساتذة، مهتما كثيرا بهذا العمل الفريد من نوعه الذي يؤسس للسينما التوثيقية المهتمة بمآثر رجال كان لهم الدور الفعال في رسم الخارطة الثقافية والاجتماعية للجزائر المعاصرة، خصوصا وأن العرض تزامن مع الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، ولاقى استحسانا كبيرا من طرف طلبة الإعلام والاتصال بجامعة باتنة، الذين أسهموا في نقاش الفيلم مع المخرج عبد الباقي صلاي من حيث الأحداث وتقنيات الإنتاج عقب انتهاء العرض. وقد أجمع المناقشون على جودة العمل، وأكد لنا الطالب أسامة بعطوش أن العمل مبهر على كافة الأصعدة سيما من حيث الشخصيات التي حاورها المخرج كالشيخ شيبان رحمة الله عليه، وأحمد طالب الابراهيمي، وقد تميز العمل بذكاء كبير في الطرح وجودة في الإنتاج وقد عمد المخرج إلى إبراز جوهر العمل الإصلاحي للشيخ بغض النظر عن القضايا الخلافية وهو ما يحسب له، يذكر أن المخرج أكد في تصريح سابق أنه اضطر إلى شراء أرشيف من صور وفيديوهات تتعلق بالشيخ ابن باديس من فرنسا، بماله الخاص بالإضافة إلى صور أخرى زوده بها شقيق الشيخ عبد الحق ابن باديس، وقد اقتصر العرض على ملخص الفيلم في مدة 53 دقيقة فيما تدوم النسخة الأصلية ساعة و53 دقيقة تشرح شخصية العلامة تأثره، تأثيره ونظرته إلى المستعمر الغاشم وتصوره لضرورة السلاح في تحرير الجزائر.