كشف المخرج عبد الباقي صلاي في حديث ل«البلاد»، أنه اضطر إلى شراء أرشيف صور و«فيديوهات» من فرنسا بماله الخاص يتعلق بعضها بالإمام عبد الحميد ابن باديس وأخرى باحتفالية 1930 التي نظمتها فرنسا بمناسبة احتلالها للجزائر مدة قرن كامل، بالإضافة إلى صور زوده بها شقيق العلامة عبد الحق بن باديس، وذلك من أجل تصوير فيلمه الوثائقي عن الشيخ العلامة أمام معضلة غياب التوثيق في الجزائر. وقال صلاي الذي يعرض فيلمه اليوم لأول مرة بدار الثقافة «مالك بن نبي» في قسنطينة خلال الملتقى الدولي الذي سيتم حول العلامة الراحل على مدار يومين، إنه لم يركز على السيرة الذاتية للرجل بقدر ما تعمق فلسفيا في المسيرة الإصلاحية للمفكر، ودون التطرق إلى ميلاده أو وفاته لأنه بنظره ونظر المقدرين لعلمه وفكره لم يمت أبدا. وأكد محدثنا أن فيلمه الذي يستغرق ساعة و53 دقيقة يغوض في شخصية الرجل العالم، وكيف كان ينظر إلى المستقبل، ودعوته إلى الثورة التحريرية منذ البداية، وإيمانه بضرورة إخراج المستعمر الفرنسي بقوة السلاح. في السياق ذاته، يتضمن الفيلم الوثائقي «ابن باديس إمام الأمة» مجموعة كبيرة من الشهادات والصور النادرة منها واحدة للإمام التقطها له السفير الألماني بالجزائر سنة 1937، كما يتميز العمل بتسجيله لآخر تصريحات الشيخ عبد الرحمن شيبان على فراش الموت في 30 دقيقة، تحدث فيها عن العلامة بن باديس وعلاقته بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وتطرق إلى منهج الإمام في الإصلاح. ويعد فيلم «ابن باديس.. إمام الأمة» واحدا من ستة أفلام وثائقية يعتزم محدثنا إخراجها عن الرئيس الراحل هواري بومدين وعن أول رجل مخابرات في الثورة «المالغ» عبد الحفيظ بوصوف وعبد الحميد مهري، بالإضافة إلى شخصية تاريخية أخرى تحفظ صلاي عن ذكر اسمها إلى أن يتحصل على المعلومات الكافية عنها. من ناحية أخرى، قال عبد الباقي صلاي الذي كتب نص الفيلم وأخرجه، إنه تعمد اختيار شخصية ابن باديس لتكون موضوع فيلمه لأنه لا يزال يعتبره حيا. واستحضر محدثنا هنا مقولة للشيخ محمد الغزالي «لماذا لا يكتب عن هذا الرجل مثلما كتب عن نابليون بونابارت»، مضيفا أن «ابن باديس قدم للجزائر أكثر مما قدمه نابوليون لفرنسا». وكشف عبد الباقي صلاي أنه تلقى من الوزيرة السابقة زهور ونيسي عرضا بإخراج مسلسل درامي عن الشيخ عبد الحميد ابن باديس كتبت نصه؛ غير أنه اعتذر عن ذلك لأنه يرى أن أي عمل درامي عن الرجل المفكر سيقلل من شأنه ويشوه صورته التاريخية، وذلك نظرا لعدم وجود ممثلين قادرين على تجسيد هذا الدور، ولأن الجانب التوثيقي أهم من أي تمثيل، على حد تعبيره.