نوّه شعراء ونقاد أول أمس، إلى العواقب التي تهدد الكتابة الشعرية على مستوى البناء والشكل وكذا القراءة، حيث بات ذاك الشرخ الكبير بين القارئ والشاعر يتسع شيئا فشيئا نتيجة جملة من الأسباب ساهمت في وأد الشعر والأدب بصفة عامة في الجزائر. أشار الشاعر ميلود خيزار خلال الأمسية الشعرية التي نظمتها جمعية الكلمة للثقافة والإعلام أول أمس بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي بالعاصمة، إلى الفجوة الحاصلة اليوم بين القارئ بمختلف أنواعه وبين الشاعر الذي أصبح يفتقد إلى جمهور معين من القراء يدفع به إلى الاشتغال بشكل محكم وجدي على النصوص، معتبرا السبب يرجع إلى عدة ظروف لعبت بشكل أو بأخر على تغيير مسار القراءة والكتابة الشعرية في الجزائر، على غرار تدهور المستوى التعليم وغياب التكوين الأدبي الجيد بالإضافة إلى سوء التعامل مع هذا المجال في المنظومة التربوية، وبدوره اعتبر الناقد مشري خليفة بأن غياب التسويق والترويج الثقافي للنصوص الجزائرية في الخارج زاد من حدة هذه الهوة وأدى إلى انعدام حضور الأدب الجزائري في مختلف جامعات العالم ومنها العربية، حيث أعطى مثالا عن الجهل التام لبعض الجامعات العربية والأجنبية لكل ما هو أدب جزائري، مضيفا ”أن الشاعر في الجزائر مجرد نكرة”، وفي السياق نفسه، دعا إلى الدفع بالأصوات الشعرية عن طريق اهتمام الإعلام والدول بها من أجل تسجيل مكانة الشعر الجزائري في العالم. يذكر أن الأمسية ميزتها إلقاءات شعرية لكل من الشاعرين إبراهيم صديقي وميلود خيزار، راقصت فيها القصيدة العمودية عند براهيم القصيدة الحديثة لخيزار، حيث قرأ صديقي قصيدة ”المتنبي” و”أبي نواس” وكذا ”الميمية” التي صفق لها الحضور مطولا، فيما تلا خيزار ”صفر الخروج”، ”ايكاروس”، ”شيء ما يذكرني” وغيرها من النصوص الجميلة.