تيزي وزو، يقال إن هذه التسمية تعود إلى التواجد الكبير للزهرة الصفراء الصغيرة الحجم المعروفة محليا "ازو" أو"الوزال"، والتي تتميز بحدة شوكها، فصارت تسمية "تزي" أو"ثيزي" التي تعني الهضبة تنسب الى هذه النبتة المحلية. يعود تواجد هذه المنطقة إلى فترة ما قبل التاريخ، أين كانت منطقة القبائل آهلة بالسكان، فالآثار الموروثة عن هذه الفترة خير دليل وشاهد على الحضارات المتعاقبة على المنطقة، بدءا بالعصر الحجري الأول؛ حيث صنع الإنسان أولى الأدوات التي كان يستعملها في حياته اليومية، على غرار الحصى الملساء ذات الوجهين لمواجهة الطبيعة. في المنطقة عدة مناطق أثرية مشهورة، أبرزها "ازور ادميازن"، "ازرو اوزڤاغ"، "تيسيرا نثمازيغث". في العصر الحجري الوسيط أخذت تيزي وزو شكلا آخرا من خلال تزامن ازدهار الحضارتين المستيرية والآشورية. ومازالت آثار "ايفيغا" و"لاورير" و"ماكودة" "آزفون"، "تالة معيش"، "مزغنة" و"كاب تدلس" بإفليسن شاهدة على عراقة المنطقة وعلاقتها بالتاريخ. ولم يتوقف تعاقب الحضارات على تيزي وزو عند العصر الحجري الوسيط ، بل امتد إلى العصور المتأخرة؛ حيث عرف الإنسان بهذه المنطقة أول استعمال للصلصال والحجارة، كما عرفت هذه الفترة ظهور الاعمال الفنية الأولى، ومن أشهر مواقعها الأثرية هناك كاب تدلس ثاسلاست وسيدي لحسن في تيڤزيرت وثالة الحاج في إيعكوران. لكن ومع العصر الحجري الحديث عرفت بداية الفلاحة وتدجين الحيوانات وصناعة الفخار، كما ازدهرت خلال هذه الفترة صناعة الحجارة إلى جانب ظهور فن النحت و الرسم على الصخور. وقد توسعت حضارة المنطقة إلى درجة أن قدماء الباحثين أسسوا لمواقع أثرية شاهدة على عراقة المنطقة، على غرار ازرو امذيازن وازرو نثمغارث. ومع دخول حقبة ما قبل الميلاد تم تشكيل القرى الأولى واكتشاف المعادن وأشكال الكتابة المختلفة منها الليبية المعروفة بافيرا. كما تم خلال هذه الفترة التاريخية استعمال الشواهد المغاليثة، أو ما يعرف بالممرات المغطاة في كل من آث ارهونة بأزفون. وتشير دراسات تاريخية إلى أن الليبيين استقروا بمنطقة القبائل، على غرار مناطق الجزائر الاخرى، حيث كانوا أول شعوب شمال إفريقيا الذين أطلق عليهم الرومان والبيزنطيون تسمية البربر، كما أسسوا آنذاك علاقات متينة مع دول حوض المتوسط.