لم يسبق لمدينة بريكة، بباتنة، أن شهدت حريقا مهولا كالذي أتى، بدءا من الساعة السابعة والنصف من مساء الأربعاء الماضي، على مصنع الإسفنج الواقع بالمنطقة الصناعية، حيث حولته النيران إلى رماد في وقت وجيز أمام دهشة المواطنين الذين كانوا بموقع الحادث أو مروا قريبا منه. أكد لنا بعضهم أنهم تفاجؤوا بالدخان الكثيف الذي ملأ سماء المدينة، ليتبن أنه متصاعد من وحدة صناعة الإسفنج المملوكة لأحد الخواص “عولمي. ع”. وحسب العشرات من سكان بريكة فإن النيران كان يمكن رؤيتها على بعد 20 كلم نظرا لامتداد حجمها وكثافة الدخان، وسرعان ما عمت روائح المنتجات المحترقة شوارع المدينة. وقد تسببت في متاعب صحية للمرضى و المسنيين حيث سجلت 7 حالات اختناق نقلت إلى مستشفى محمد بوضياف لتلقي الاسعافات الأولية، خصوصا أن هناك موادا كيميائية خطيرة تدخل في صناعة الاسفنج يسبب احتراقها أضرارا كبيرة بالصحة حسب العارفين بخبايا المصنع. كما تعذر على المواطنين البقاء في الخارج خوفا من الاختناق، لاسيما بالأحياء القريبة من المصنع المحترق وسارعوا إلى الاختباء في بيوتهم بعد أن بلغت درجات الحرارة مستويات قياسية. وتشير معلومات إلى أن مجموعة من العامل قاموا بإبعاد المواد الكيميائية عن النيران فور اندلاعها وقبل أن تتحول إلى ما يشبه الجبال، حيث أن هذه المواد سريعة الالتهاب و يمكن أن يمتد الحريق لو تركت في مكانها إلى كامل المنطقة الصناعية بطريق بسكرة والمعامل المجاورة، مثل مصنع النسيج و مصنع الآجر الأحمر. ولم تفلح وحدات الحماية المدنية في مجابهة النيران بالآليات العادية طيلة ليلة الأربعاء. وقد تدخلت وحدات الحماية المدنية التابعة لكل من دائرتي نڤاوس وعين التوتة من أجل السيطرة على الحريق والتقليص من حجم الخسائر التي تقدر بالملايير حسب شهود عيان من العمال، لاسيما أن الهيكل بما فيه تحول إلى كتلة من رماد. وقد تناهى إلى أسماع المواطنين دوي انفجارات من داخل المعمل ناتجة عن احتكاك المواد الكيميائية بالنيران. وعن الأسباب التي تقف وراء الحريق فقد استبعد الكثيرون أن تكون بسبب شرارة كهربائية مثلما يتداوله البعض. ويؤكد آخرون أن بعض المواد تتأثر بارتفاع درجة الحرارة، وهي قابلة للاشتعال في هذه الظروف، في انتظار ما سيكشف عنه التحقيق الأمني الذي فتح مباشرة بعد إخماد ألسنة النيران و هي العملية التي دامت طيلة أول أمس. يذكر أن المصنع المذكور يشتغل فيه أزيد من 500 عامل بنظام الفرق والدوام المتواصل وجدوا أنفسهم في بطالة إجبارية يومين قبل شهر رمضان المعظم بسبب هذه الحادثة المؤلمة. .. والسكان يغلقون الطريق احتجاجا على احتراق المصنع قام، مساء أمس الأول، العشرات من سكان دائرة بريكة بباتنة بحركة احتجاجية أغلقوا خلالها الطريق المؤدي إلى ولاية بسكرة احتجاجا على التماطل الكبير - حسبهم - الحاصل في إخماد ألسنة اللهب بمصنع الاسفنج الذي أتت عليه النيران وحولته إلى كتلة من الرماد. وحسب المواطنين، فإن الحماية المدنية ببريكة عجزت عن المجابهة الآنية للحريق حتى تدخلت وحدات إضافية من دائرتي نڤاوس وعين التوتة. وقد تسببت الأدخنة الكثيفة التي حجبت السماء في اختناق المواطنين وصعوبة في التنفس. وحسب المواطنين المحتجين البالغ عددهم 60 شخصا، فإن النيران ظلت مشتعلة لمدة 24 ساعة ما يؤكد - حسبهم - أن الحماية المدنية بالمنطقة عاجزة عن مواجهة حرائق من هذا النوع، كما تشير معلومات أن عملية الإطفاء دامت لساعات طويلة. وقد أصيب خلالها ثلاثة أعوان بحروق طفيفة نقلوا إثرها إلى المستشفى، ورفض المحتجون فتح الطريق أمام حركة السير التي تعطلت لساعات طويلة إلا بتدخل رئيس دائرة البريكة الذي تحاور معهم حول مطالبهم.