صورة من الأرشيف نشب مساء الخميس حريق مهول في مصنع "ميغام أكسيو" لصناعة المستحضرات الكيميائية التي تستعمل في تلميع الخشب والأثاث المنزلي وصيانته، ومستحضرات تلميع السيراميك والكريستال ومواد تنظيف البالوعات كالغريزيل والصابون إضافة إلى صناعة الكافور وعطور مكافحة الناموس، وهي مستحضرات تصنع من مواد سامة وخطيرة على صحة الإنسان، خاصة الأطفال، علما أن المصنع يقع قرب تجمع سكاني كبير ببن طلحة. * * الحماية المدنية سارعت إلى تطهير المكان بواسطة خراطيم المياه لتفادي الكارثة * * وحسب المواطنين الذين تحدثت إليهم "الشروق اليومي" فإن الحريق شب قبيل موعد الإفطار، وبدأت رائحة الحريق والمواد الكيميائية تنبعث، وامتدت ألسنة اللهب إلى براميل المواد الكيميائية التي تستعمل في صناعة مستحضرات التلميع، والتي كانت مخزنة في المستودع، وبمجرد أن اشتعلت النيران فيها بدأت تنفجر وتتطاير في السماء، وغرق المكان في المستحضرات الكيميائية السامة، ولولا إسراع الحماية المدنية إلى تطهير المكان من المواد السامة باستخدام خراطيم المياه وجنبت بن طلحة كارثة صحية وبيئة. * ومن حسن الحظ أن الحريق لم يخلف أية جرحى أو إصابات، لأن الفترة التي حدث فيها ليست فترة تواجد العمال في المصنع، وإلا لكان تسبب في كارثة، حيث يوظف المصنع أكثر من 60 عاملا من بينهم حوالي 30 إمرأة. * وفرض الدخان الكثيف والروائح المنبعثة من الحريق حظر تجوال على المواطنين طيلة ليلة أمس بسبب المواد والمستحضرات السامة التي اشتعلت فيها النيران، وأحدث حالة هلع وسط السكان الذين سارعوا إلى إدخال أبنائهم إلى المنازل وأغلقوا الأبواب والنوافذ، ومنعوا أبناءهم من الخروج خشية أن يستنشقوا المواد الكيميائية السامة المنبعثة مع الدخان الذي شكل غمامة سوداء داكنة غطت كل أحياء المجمع السكني المحيط بالمصنع. * وقد سمح التدخل العاجل لمصالح الحماية المدنية من تفادي وقوع "كارثة بيئية وصحية في بن طلحة"، حيث سارعت الى إخماد الحريق، قبل أن يلتهم جميع المواد المخزنة، وقامت بتطهير المكان من المواد الكيميائية باستعمال خراطيم المياه، وقام العمال في صباح أمس بتنظيف المواد السامة المتدفقة هنا وهناك، ولم تبق سوى رائحة المواد الكيميائية ورائحة الكافور التي ماتزال تنبعث من المصنع إلى غاية اللحظة. * بينما فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا لمعرفة أسباب الحريق، التي لم تعرف بعد، حيث قامت في هذا الإطار باستجواب كل الحراس. * ورغم إلحاحنا على ضرورة التحدث مع صاحب المصنع، إلا أن هذا الأخير رفض استقبالنا أو إمدادنا بأية معلومات، ورفض السماح لنا بتصوير مكان الحريق. * وحسب ما أفادنا به السكان المقيمون حول المصنع فإن كل الحاويات التي تأتي لتزويد المصنع يوميا بالمواد الأولية تحمل علامة خطر باللون الأحمر، ومكتوب عليها "مواد خطيرة"، وهي تفرغ حمولتها يوميا في مستودعات المصنع، الأمر الذي زاد من مخاوف السكان عندما شب الحريق خشية أن تحدث كارثة.