أجهزة تصوير البصمة تفشل في المهمة أمام أيادي العجزة وبعض الحرفيين تشهد شبابيك مصالح جوازات السفر البيومتري بملحقة دائرة وهران جملة من المشاكل والضغوطات المفروضة على المواطن والموظف، لاسيما الإقبال الرهيب لطالبي هذه الوثيقة التي قال عنها أحد محدثينا ”إن المواطن بولاية وهران يطلب جواز سفر بيومتري بسبب أو بدون سبب المهم أنه يصبح مثل الجميع حاملا لهذه الوثيقة الجديدة”. عند تنقلنا إلى عاصمة الغرب الجزائري لمعرفة مجريات العمل بمصلحة جوازات السفر البيومتري بدائرة وهران، التي وجدناها أشبه بالأسواق الشعبية، التي يكثر فيها الضجيج والصخب، اضطررنا للتسلل بين الطوابير اللامنتهية حتى وصل بنا المطاف إلى آخر الرواق أين توجد مصلحة نسخ المعلومات التي لا يتعدى موظفوها الثمانية أفراد، كلهم نسوة، فبعد أن كشفنا عن هويتنا ونوع المهمة، كشفت لنا إحداهن أن الأعداد الهائلة التي يسجلونها يوميا تتعدى 300 طالب لجواز السفر البيومتري الالكتروني، حيث سجلت مصلحة المواعيد الخاصة في بداية الأسبوع نحو 298 طلب، يضاف إليها زهاء 30 آخرين من معارف فلان وفلان، فهذه الفئة تمر على المصلحة دون موعد. من جهته، أحد المسؤولين بهذه المصالح أكد لنا أنه تم تسجيل أكثر من 2500 طلب على جواز السفر البيومتري الالكتروني وذلك لتصدر دائرة وهران وطنيا من حيث الكثافة السكانية والتي تضم 12 بلدية. وتطرق موظف آخر إلى المشكل الذي عمق من معاناة المواطنين لاسيما طالبي جواز السفر البيومتري والمتمثل في انعدام قاعات الانتظار فتجد كبار السن يكابدون المرض والإرهاق باعتبار أن مثل هذه الفئة لو أعطيناها الموعد على الساعة العاشرة يأتيك إلى المصلحة قبل وصول الموظف بساعتين أو أكثر. إبقاء على جوازات السفر القديمة لحاملي الأسماء التي تزيد على 19 حرفا سجلت دائرة وهران نحو 100 مواطن محرومين بصفة ”مؤقتة ”من جواز السفر البيومتري الإلكتروني بسبب اسمه المركب. وحسب الموظف (م. ر)، مهندس دولة في الإعلام الآلي بمصلحة جوازات السفر البيومتري بدائرة وهران فإن هذه الفئة من المواطنين ”نستلم منهم ملفاتهم البيومترية ونرسلها إلى المصلحة المركزية بالعاصمة، وقد وردت إلينا مراسلة من وزارة الداخلية والجماعات المحلية تؤكد لنا فيها هذا الأمر المتعلق بأسماء المواطنين الذين يفوق عدد حرف أسمائهم 19 حرفا، لأن المساحة المخصصة لنسخ الاسم واللقب لا تستوعب أكثر من 19 حرفا، وهو أمر لم تضعه وزارة الداخلية في الحسبان مع قرار العمل بجواز السفر البيومتري في الجزائر بتارخ 26 أكتوبر 2009 والذي أعلن عنه وقتها وزير الداخلية الأسبق ونائب الوزير الأول حاليا. وإلماما بثقل هذا الملف كان لنا حديث مطول مع ”مجيد. ب”، مهندس دولة في الإعلام الآلي بالمديرية العامة للوثائق المؤمنة بالدار البيضاء، شرق العاصمة، الذي أوضح لنا جليا خلفيات هذه المشكلة بعد إماطته النقاب عن كيفية معالجتها والخاصة بالمواطنين الذين يزيد عدد حروف أسمائهم على 19 حرفا؛ حيث يتم حذف أحد الأسماء المركبة مع الإبقاء على اللقب كشرط أساسي في العملية، فمثلا يقول محدثنا إن اسم ”عبد الناصر منصور محمد عبد الصمد” وهذا الاسم مركب من 26 حرفا، وبالتالي يتم حذف شطر من اسمه المركب ويدون في جواز سفره البيومتري بالحذف، لكن وثائقه تبقى على حالها في ملفه الإداري. وخلال اقترابنا من بعض المواطنين الذين وجدناهم ينتظرون دورهم لإيداع ملفات جوازات سفرهم البيوميترية بدائرة وهران والذين أطلعناهم على الموضوع المتعلق بحذف اسم من الأسماء المركبة، فمنهم من لم يعر الموضوع اهتماما سوى حصوله على جواز سفر غير منتهي الصلاحية، إلا أن مواطنا واحدا من بين عشرات المواطنين رفض بشكل قاطع حذف اسمه و”قبل أن يبتروا اسما من أسمائي الثلاثة يبترون يدي أو رجلي معه”، يقول محدثنا ولما سألناه عن اسمه، قال إن اسمه يحمل ثلاثة أجداد، لكنه طلب منا أن لا نذكره في الجريدة حتى لا يكون تحته خط أحمر عند المسؤولين في دائرة وهران. آلة التقاط البصمة البيومترية عاجزة عن تصوير بصمات العجزة وبعض الحرفيين المشكل الثاني الذي لم يحسب له في عملية استخراج جواز السفر البيومتري قضية اخذ البصمات، حيث يعجز الجهاز عن التقاطها لعدد من الفئات، وهذا ما وقفنا عنده بمصلحة أخذ البيانات البيومترية، حيث كشف لنا احد المهندسين في هذا الإطار أن الجهاز لم يستطع قراءة بصمات لبعض المواطنين من بينهم العجزة الذين أياديهم ملساء، وكذا بعض المواطنين الحرفيين الذين يشتغلون في البناء والحدادة إلى جانبهم الاسكافيين وغيرها من الحرف اليدوية، إلا أننا سجلنا مئات هذه الحالات التي يعجز الجهاز عن قراءتها، ومنها فئة النساء اللواتي يضعن الحناء في أيديهن. وعن كيفية حل هذا المشكل الحساس، استفسرنا عنه مرة أخرى مع ”مجيد. ب”، مهندس دولة في الإعلام الآلي بالمديرية العامة للوثائق المؤمنة بالدار البيضاء الذي كشف في حديثه عن الدراسة التي يقومون بها حاليا والمعمول بها في أوربا منذ عام 2003 والخاصة بأخذ البصمة من خلال الوجه ”البصمة فاصيال” وذلك على مستوى الجبهة وعظام الجمجمة، إلا أن هذه الفئة من المواطنين غير معنية بالإجراءات الخاصة التي مست الفئة الحاملة أسماؤها أكثر من 19 حرفا.