أصبح اسمها "الشركة الوطنية لانقطاع الكهرباء والغاز"، مادامت لا تتصرف لإيجاد حل لكثرة انقطاعات التيار الكهربائي الظاهرة التي تزداد حدة في فصل الصيف. وبدل إيجاد حل لزيادة إنتاج التيار لتغطية حاجة السكان، لجأت الشركة منذ أيام إلى حيلة وهي إرسال رسائل قصيرة عبر الهواتف وإطلاق حملة إشهارية على التلفزيون لترشيد استهلاك الكهرباء لتفادي الانقطاعات، لكن الغريب أن الشركة طلبت من الجزائريين وقف تشغيل المكيفات الهوائية في فترات معينة اقتصادا للكهرباء؟! لا أدري إن كان المشرفون على الشركة يطبقون هذه النصيحة على أسرهم، أم فقط المعني بها الآخرون. فكيف يمكن للسكان في كل شبر من الجزائر وتحت موجة الحر هذه، وفي شهر الصوم أن يستغنوا عن المكيفات، دون تعريض أنفسهم وأطفالهم إلى خطر الموت؟! المصيبة أن أزمة الكهرباء مطروحة منذ أزيد من عشر سنوات، والدولة خصصت الملايير لاستثمارها في إنتاج الكهرباء، لكن المشكل لم يحل، ويبدو أنه لن يحل، رغم الاحتجاجات التي تندلع كل مرة في جهة من جهات الوطن بسبب انقطاع التيار الكهربائي، خاصة في ولاية بسكرة منذ سنوات عندما تعرضت المحاصيل الزراعية للتلف بسبب انقطاع التيار الكهربائي لأيام متواصلة استحال معه تشغيل معدات الري. في الحقيقة، ليست شركة "انقطاع" الكهرباء وحدها التي لا تتعظ من دروس الماضي، فهذه ميزة قطاع الخدمات في بلادنا، والحلول الترقيعية صارت ظاهرة متأصلة فينا. لكن لا أدري لماذا لا نطبق تجربة تسيير المياه التي حلت مشكلا كان من أعقد المشاكل التي عانى منها المواطن الجزائري لسنوات طوال، وصارت مشكلة انقطاع الماء في الحنفيات من ذكريات الماضي، لماذا لا تطبق هذه السياسة على الكهرباء، وتحل المشكلة نهائيا. أم أننا لا نستفيد حتى من التجارب الناجحة على قلتها؟! ربما نحن في حاجة إلى صالح لقروط لينظم أغنية مثل أغنية "جاء الماء" التي جعلت من ظاهرة انقطاع المادة نكتة مضحكة، هزت بمرارتها السلطات وجعلتهم يسهرون لحل الأزمة نهائيا.