اتهم المدير العام لمؤسسة نجمة، جوزف جد، سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية بعدم اتخاذ إجراءات صارمة لإعادة التوازن لسوق الهاتف النقال، مشيرا إلى أنه رغم الشكاوى والمراسلات التي وجهتها الوطنية للاتصالات إلى "أربيتي" منذ سنة 2007 لم تتخذ هذه الأخيرة أية خطوة لوضع حد لهذه التجاوزات. وقال جد خلال ندوة صحفية نشطها، سهرة أول أمس، برياض الفتح على هامش السهرة المنظمة لفائدة الصحفيين، أن سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية عرقلت عددا كبيرا من الملفات، كما رفضت التحقيق في التجاوزات المرتكبة من طرف أحد متعاملي الهاتف النقال، مشيرا إلى أن نجمة وجهت مراسلات رسمية لهيئة ضبط البريد منذ سنة 2007 إلا أنها لم تلق أية آذانا صاغية. أضاف المسؤول الأول على رأس مؤسسة نجمة في الجزائر أن الشركة التي يسيرها تتوفر على أرقام رسمية تكشف صمت سلطة الضبط عن التجاوزات المرتكبة في السوق الوطنية للنقال، في مقدمتها استثمار كل من نجمة ومتعامل آخر لمبلغ 2 مليار دولار خلال سنة 2004 في حين أن رقم أعمال نجمة بلغ 3 مليار دولار خلال سنة 2011 مقابل 12 مليار دولار لمتعامل آخر، وأرباح المتعامل الذي وصفه جد بالمهيمن بلغت 6 مليار دولار، مقابل خسارة تعادل 230 مليون دولار لنجمة، وهو ما قال المدير العام للمؤسسة أنه غير منطقي ويتطلب تدخل هيئة الضبط للتحقيق وإعادة التوازن للسوق الوطنية للنقال. واتهم جوزف جد سلطة الضبط بعرقلة عدد كبير من الملفات الاستثمارية في السوق الوطنية للنقال، في مقدّمتها إمكانية نقل الشريحة مع الاحتفاظ بالرقم نفسه من متعامل لآخر، وهو المطلب الذي قدّمته نجمة لسلطة الضبط منذ سنة 2007 دون أن تلقى أية موافقة رسمية من الهيئة، إضافة إلى العروض الترقوية التي عملت هيئة دردوري على تجميدها، كما انتقد جد قرار تجميد عروض "باك" بالنسبة لمتعاملي الدفع المسبق، وهم الذين يمثلون 90 بالمائة من العدد الإجمالي لمشتركي الهاتف النقال في الجزائر، ناهيك عن تجميدها لملف الجيل الثالث للهاتف النقال. أضاف ذات المتحدّث أن نجمة مستعدة لدخول مناقصة الجيل الثالث وجاهزة تقنيا للعملية وأن الملف متعطّل على مستوى سلطة الضبط، التي قال أنها في كل مرة تقدّم تواريخ غير صحيحة لإطلاق المناقصة، مشدّدا على أن نجمة ستواصل العمل والاستثمار في السوق الجزائرية ولن توقفها العراقيل والصعوبات المفروضة في السوق. وامتدح المتحدّث تكتل مزودي خدمات الأنترنت في مطالبهم الأخيرة الموجهة لسلطة الضبط، مشيرا إلى أن مثل هذه المبادرات من شأنها المساهمة في تنظيم السوق، كما أشاد بالعلاقات الحسنة التي تربط نجمة بالمتعامل العمومي موبيليس ومجمع خدمات الأنترنت والثابت والنقال اتصالات الجزائر، كاشفا عن مواصلة الوطنية للاتصالات مفاوضاتها لدخول البورصة، حيث قال في هذا الإطار: "المفاوضات مستمرة رغم عدم وجود جديد على هذا المستوى، إلا أننا عازمون على دخول بورصة الجزائر والاستثمار في مجال السندات". وتجدر الإشارة إلى أن استثمارات شركة الوطنية للاتصالات نجمة، ارتفعت من 87.5 مليون دولار خلال السداسي الأول لسنة 2011، إلى 132.5 مليون دولار بنهاية النصف الأول من العام الجاري، ما يمثل زيادة بنسبة 51 بالمائة بالمقارنة بين الفترتين. وحسب جد، فإن نجمة حققت إيرادات ب461 مليون دولار خلال الفترة الممتدة من جانفي إلى جوان 2012، في مقابل 384 مليون دولار خلال نفس الفترة من السنة الماضية، ما يعادل زيادة في العائدات ب20 في المائة بالمقارنة بين الفترتين، وما يساوي 24 في المائة باحتساب الإيرادات بالدينار الجزائري.