تعرف معظم المناطق الساحلية توافدا كبيرا لهواة الصيد بالصنارة في شهر رمضان بحثا عن زاوية جديدة لممارسة هوايتهم والاستمتاع بوقت رائع مع موج البحر في جو من السكينة والهدوء، فبالرغم من ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن كاسرات الأمواج لم تخلو من تواجد هؤلاء لتغيير روتين العمل وكسر رتابة الحياة بعيدا عن ضوضاء المدن. الحديث عن الصيد بالصنارة ليس بالجديد لعشاق هذه الهواية التي أسرت قلوب البعض وعلمتهم روح الصبر والتأمل والسكينة على مدار سنوات من الممارسة، حيث اختار البعض من كاسرات الأمواج في شهر رمضان مكانا لقضاء يومهم بعيدا عن صخب المدن ومتاعب الحياة. وفي هذا الشأن ارتأت "الفجر" أن تزور بعض الأماكن بالعاصمة وخارجها والوقوف أمام بعض الأمثلة التي انضمت إلى تجمعات هواة الصيد مؤخرا. الوالج إلى بعض المناطق الساحلية كشواطئ تيبازة، زرالدة، المنطقة المواجهة لابوانت، بولوغين ،الرميلة، سيدي فرج وغيرها من الشواطئ، يلفت انتباهه منظر هواة الصيد وهم يحملون أدواتهم من خيط وعود وقصب وموجهين جميع حواسهم نحو هدفهم، حيث تشهد كاسرات الأمواج المتواجدة في بعض الشواطئ توافد العشرات من هواة الصيد بالصنارة، منهم من ألف المجيء إلى هذه الأماكن وآخرون اتخذوها هواية ووسيلة ترفيه تهون عليهم يوم صومهم الحار، رغم ارتفاع درجات الحرارة المسجلة هذه الأيام، وفي هذا الإطار يقول سمير شاب يقطن في بلدية باب الوادي "أن الصيد بالصنارة هواية مفيدة لايجيدها أي كان، مشيرا الى أنه يقصد البحر يوميا لقضاء وقت طويل بعيدا عن ضوضاء المدن". الصيد بالصنارة وسيلة للهروب من فواتير رمضان وهناك من وجد في الصيد بالصنارة وسيلة للهروب من مصاريف شهر رمضان التي أثقلت كاهل جل العائلات، بقصد أو بدونه وحسب المثل القائل "العين تأكل قبل الفم" فإن البعض يجدون أنفسهم دون إدراك وهم يصرفون نقودهم في بعض الأشياء التي ليست لها لزمة، وهو ما جاء على لسان حسين، رب عائلة الذي قال إنه اختار الذهاب إلى البحر للصيد لقضاء وقته للهروب من التبضع ومصاريف البيت. ..وآخرون يصفونها بالرياضة الذهنية أعرب بعض هواة الصيد في حديثهم ل"الفجر" أن هواية الصيد بالصنارة رياضة ذهنية تهدف إلى الاستكشاف والتأمل في خيرات الله سبحانه وتعالى، كما أنها وسيلة للترفيه وقياس درجة الصبر والتحكم في النفس، إضافة إلى كونها وسيلة تعارف كبيرة بين الناس وبين ما يحويه بطن البحر من أنواع مختلفة من السمك، وهو ما جاء على لسان كمال، موظف بشركة خاصة "الصيد بالصنارة هواية ممتعة لمن يحبها"، مضيفا "أنا في عطلة سنوية ولم أجد مكانا لقضاء وقتي سوى البحر رفقة أصدقائي الذين اعتادوا عليها"، مشيرا إلى أنها رياضة سهلة وغير مكلفة، علاوة على أنها تنشط العقل والتفكير". مراهنة بقلب اللوز لصاحب الصيد الوفير لايخلو جو الصيد من الفكاهة والطرائف مابين الأصدقاء في يوم رمضان حيث يراهن البعض بقلب اللوز أوبالزلابية في سهرة رمضان لمن يصيد كمية كبيرة من السمك، حيث يضطر صاحب الصيد الوفير إلى شراء قلب اللوز والشاي لأصدقائه الذين خانهم حظهم هذه المرة ومن يتخلف عن الدفع يقصى من الصيد يومين وهو ما لمسناه عند يحيى الذي يضطر إلى دفع "البروسي" حسب قوله لأنه الخاسر الأكبر في كل مرة.