بعد ثلاث ليال قال بوكريشة لخادم للسلطان اذهب إليه وقل له إنني حلمت أنك طلبت من أصهارك أن يحضروا لك "الرمان يضحك"، فاستدعى السلطان أصهاره وطلب منهم كالعادة إحضار الطلب. اتجه بوكريشة إلى الغابة ووجد الغولة تطحن وقد رميت بأثدائها وراء ظهرها، هجم هو على إحدى الثديين ورضعها، فقالت له الغولة لو ما رضعتش ثدي عيسى وموسى كان "دمك جغمة ولحمك لقمة وعضامك تتطرطق بين الجبال". وقالت له لو كان "عودك شاطر تعبر به الجبال اللي تطبق". اجتاز لقرع بوكريشة الجبل وهناك وجد الرمان "اللي يضحك"، حفر حفرة ودخل فيها وتغطى بالتراب وضرب الشجرة حتى تساقطت حبات الرمان وبدأت في الضحك، خرج الغول وبدأ يتشمم الرائحة وهو يقول: "ريحت العرب في الدار يا أحمد يا البدّار"، لكنه فشل في إيجاد أي غريب فانصرف. خرج بوكريشة وملأ كيسه وانصرف، في الطريق وجد أصهار السلطان فقال لهم عمّ تبحثون؟ قالول له: "شيخ النار" بعثنا من جديد هذه المرة بحثا عن الرمان الضاحك. فقال لهم سأعطيكم ما تريدون لكن بشرط أن أقطع لكل واحد فيكم أذنا، وافقوا وأخذوا ما أردوا، ولما دخلوا البلدة أعلن البراح أن أصهار السلطان أحضروا المطلوب منهم. بعد مرور ثلاثة أيام قال لقرع بوكريشة لخادم السلطا: اذهب وأخبره أنني رأيتك في المنام وقد طلبت من أصهارك أن يحضروا لك "تفاح يفوح يرد الرّوح يقلب الشّايب شبابو". ومثل العادة سبق القرع بوكريشة وقصد الغولة وقال لها: أين أجد التفاح اللي فوح وارد الروح". أرشدته للمكان لكنها حذرته وقالت له: المكان مملكة الأغوال والأهوال وعليك بالحذر، تجد الحارس اعطيه شيئا حتى يتركك تمر. طبق بوكريشة أوامر الغولة حتي وصل إلى مبتغاه، وانتظر وصول باقي الأصهار وقال لهم: سأعطيكم ما تطلبون بشرط أن أطبع على ظهوركم، تركوه يفعل وقد طبع على ظهورهم "خدام الخليفة". ولما عاد الأصهار نادى مناد في المملكة أن أصهار السلطان أحضروا ما طلب منهم. بعد مضي ثلاثة أيام قال بوكريشة لخادم السلطان، أخبره أنني رأيته في المنمام وقد عزم أصهاره بمن فيهم لقرع بوكريشة، وطلب منهم أن يكشفوا عن رؤوسهم ويأكلوا بأيديهم. دخل لقرع بوكريشة وقد تحول إلى الخليفة في حلة جديدة ولما بدا الأصهار يأكلون قال لهم السلطان: ما حدث لأصابعكم وآذانكم؟ أجاب الخليفة: هي عندي أنا لقرع بوكريشة وقد كنت أطبق قضاء القدر الذي حكم عليّ بسبع سنين ذل وهوان. طرد السلطان أصهاره وقام الخليفة بإحضار مهر بنت السلطان من كل شيء مائة ولما بزغ ضوء النهار وجاء المؤذن ليؤذن لصلاة الفجر، قال: الله ما أكثر عوض الله أكبر، فاستدعاه السلطان وقال له: ما هذا؟ قال الإمام يا سيدي السلطان أنا معذور تعالى لي لترى، استدعي السلطان الوزير والخليفة الذي طلب بقراءة ما كتب قبل سبع سنين، ولما وصل إلى الكف والتفلة قال اليد التي تمتد على الخليفة ما حكمها؟ قال تقطع، فقال والفم الذي يتطاول على الخليفة ما حكمه، قال يذيب فيه الحديد؟ طبق الحد على الوزير وأقام السلطان لابنته حفلا بقي حكاية عبر الأزمان ومكث الخليفة أياما في المملكة، ثم قال لزوجته: لقد اشتقت لأمي وعشيرتي، هل ترافقيني أو تبقي مع والدك؟ فقالت طبعا أرافقك. في الطريق عثر الخليفة على بغلته التي عثرت وقد طفى شعرها فوق الماء فجلبها وقد طافت معها راحلته وذهبه، فقال "كي تروح تقطع بالسلاسل وكي تقد اجي بشعرة" وعاد إلى بلاده حيث صار سلطان زمانه.