وصف الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الجديد إلى سوريا مهمته الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سورية ب "شبه مستحيلة"، مشيرا في تصريحات إعلامية، أمس، أن المجهودات التي تبذل حاليا لإنهاء القتال والنزاع المسلح في سوريا متواضعة وغير كافية لوضح حد للأزمة التي مر عليها 18 شهرا. قال الإبراهيمي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" في عمان إنه يعلم مدى صعوبة الموقف وكيف أن المهمة شبه مستحيلة. لكنه أضاف أنه لا يمكن أن يقول إنها مستحيلة، بل هي شبه مستحيلة. وقال إن المجهودات المبذولة غير كافية وهذا في حد ذاته عبء كبير. وجاءت تصريحات الإبراهيمي فيما أكد جهاد مقدسي، المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، أن الأخضر الإبراهيمي سيزور دمشق "قريبا"، مؤكدا أن السلطات السورية "ستستمع" إلى ما لديه لحل النزاع، كما قال مقدسي في حديث مع قناة "أن بي أن" اللبنانية أن الإبراهيمي "سيأتي قريبا إلى سوريا وهو مرحب به،، سنستمع إليه وسيستمع إلينا أيضا". وأوضح المتحدث باسم الخارجية السورية أن حل الأزمة لا يتعلق بشخص المبعوث، مشيرا إلى أن الحكومة السورية كانت قد أجرت محادثات مع المبعوث السابق كوفي عنان، غير أن المواقف الدولية من الحوار هي سبب استمرار فشل المفاوضات. كما قال مقدسي: "المهمات لا تتعلق بالجانب السوري والإفشال سببه الأساسي عدم وجود توافق دولي". ولا يعتبر اللقاء الذي من المقرر أن يجمع الرئيس السوري بشار الأسد بالمبعوث الأمم أولى خطوات العملية لمهمة الإبراهيمي التي تستمع لجميع الأطراف في سوريا إلى وقف العنف ولتجنب إرسال قوات عربية أو دولية إلى سوريا والتدخل العسكري. وفي إطار الجهود الإنسانية لإغاثة المدنيين السوريين من ضحايا الأزمة السورية، التقى، أمس، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر مورير، بالرئيس الأسد، لبحث الوضع الإنساني المتدهور في سوريا، في الوقت الذي يتعرض له المزيد والمزيد من المدنيين للعنف الشديد، كما أشار بيان اللجنة أنها تسعى إلى التنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري لمتابعة النقاط المتفق عليها في أفريل الماضي، مثل توسيع نطاق الوصول إلى أشخاص محتجزين في سورية والضرورة الحتمية لمساعدة المدنيين المتضررين من القتال. ولا تتوقف تقارير المعارضة السورية عن الإشارة إلى استمرار وقوع القتلى بشكل يومي في سوريا على يد القوات النظامية، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات النظامية السورية تنفذ حاليا حملة مداهمات واعتقالات في حي ركن الدين بدمشق. مشيرا إلى تعرض أحياء التضامن والعسالي والحجر الأسود للقصف من قبل القوات النظامية السورية، ما أسفر عن وفاة رجل وزوجته وإصابة طفلتهما في حي الحجر الأسود. من جهة ثانية، احتج لبنان على استمرار تعرض البلدات الشمالية من حدوده إلى اعتداءات سورية، وسقوط قذائف عليها من المواقع العسكرية السورية المتاخمة. وطلب رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي من سفير لبنان في سوريا ميشال خوري، خلال استقباله له قبل ظهر اليوم الإثنين، توجيه رسالة عاجلة إلى وزارة الخارجية السورية وإبلاغها "باستمرار تعرض بلدات لبنانية قريبة من الحدود اللبنانية - السورية لقصف من المواقع العسكرية السورية المتاخمة. وأوضح ميقاتي أن هناك تداعيات سلبية يمكن أن تحدثها هذه الخروقات على الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش اللبناني للمحافظة على الاستقرار والهدوء على الحدود بين البلدين تنفيذا لقرار السلطة السياسية الحريصة على حماية اللبنانيين المقيمين قرب الحدود اللبنانية - السورية وتجنيبهم أية خسائر في الأرواح والممتلكات. وكانت الصحف اللبنانية الصادرة،أمس،ن بهت إلى استمرار الاعتداءات السورية على المناطق الشمالية من لبنان خاصة في عكار وسقوط المزيد من القذائف الصاروخية، وأجبرت الأهالي على النزوح خارج تلك البلدات تجنبا لتعرضهم للأذى رغم وعود سوريا بعدم تكرار تلك الخروقات الحدودية، والدعوة إلى وقف التسلل وتهريب الأسلحة.