رفضت سوريا، أمس، عرض الجامعة العربية حول تنحي الأسد مقابل تأمين خروج آمن له، واصفة ذلك ''بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية السورية''. ولكنها أكدت، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، أنها لن تقوم باستخدام السلاح الكيماوي أبدا في الداخل، مهما كان حجم تطورات الأحداث في البلاد. وقال جهاد مقدسي، المتحدث باسم الخارجية السورية، ''أي سلاح كيمياوي لن يتم استخدامه أبدا خلال الأزمة في سوريا، مهما كانت التطورات في الداخل السوري. فالأسلحة مخزنة ومؤمنة من قبل القوات السورية، وتحت إشرافها المباشر، ولن تستخدم إلا إذا تعرضت لعدوان خارجي''. الجامعة العربية تدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية ووجّه مجلس جامعة الدول العربية، على المستوى الوزاري، المجتمع في قطر ليلة أول أمس، نداء إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، للتنحي عن السلطة، مقابل أن تساعده الجامعة العربية على توفير الخروج الآمن له ولعائلته حقنا لدماء السوريين. وهو النداء الذي تحفّظت عليه كل من الجزائر والعراق، حيث اعتبرا أن مسألة تنحي الأسد تعود للشعب السوري. ودعا قرار لمجلس الجامعة العربية إلى تشكيل حكومة سورية انتقالية بالتوافق، فورا، تتمتع بكافة الصلاحيات، وتضم قوى المعارضة داخل وخارج سوريا، والجيش الحر، وسلطة الأمر الواقع الوطنية (جماعة الأسد)، وذلك لتيسير الانتقال السلمي للسلطة، مؤكدا، في الوقت ذاته، حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه. وكلف المجلس المجموعة العربية في نيويورك بالدعوة إلى عقد اجتماع طارىء للجمعية العامة للأمم المتحدة، تحت قرار ''الاتحاد من أجل السلام''، لإصدار توصيات من ضمنها إنشاء مناطق آمنة في سوريا لتوفير الحماية للمواطنين السوريين، وتمكين منظمات الإغاثة الإنسانية العربية والدولية من أداء عملها، وقطع جميع أشكال العلاقات الدبلوماسية والاتصالات مع النظام السوري. الجيش السوري ''يسيطر'' على أحياء دمشق وذكرت وسائل إعلام مختلفة أن الجيش السوري، وعلى رأسه الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، تمكن من السيطرة على كامل الأحياء المتمردة في دمشق، باستعمال الدبابات والمدرعات وكذا القصف الجوي بالمروحيات الحربية. وأظهر التلفزيون السوري الرسمي جثثا لمدنيين، وآخرين موقوفين وصفهم بالإرهابيين، قتلهم الجيش خلال عمليات تطهير لأحد الأحياء. غير أن نشطاء معارضين أكدوا أن الاشتباكات مستمرة في عدة أحياء في دمشق بين الجيشين الحر والنظامي. وأضافوا أنهم عثروا على جثث عشرين شخصا في حي المزة بدمشق، قالوا إنهم مدنيون عزّل أعدمهم الجيش النظامي اشتباها في مساعدتهم الثوار. ونقلت مواقع إلكترونية، عن دبلوماسي بريطاني في سوريا، أن مقاتلي الجيش الحر تعرضوا لمذبحة حقيقية في دمشق، وقتل منهم ما بين ألف إلى 1200 شخص، من بينهم خمسة بالمئة من المقاتلين الأجانب، مستبعدا أن تكون معركة دمشق انتهت لصالح جيش الأسد، وأشار إلى أن نحو 20 ألف مقاتل من الجيش الحر يحتشدون في ريف دمشق، استعدادا لجولة جديدة من الصراع. الجيش الحر يوقف أحد شهود الزور في قضية اغتيال الحريري وكشف الجيش السوري الحر اعتقال هسام هسام، المعروف بشهادته في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري عام ,2005 في بيروت، وقال هسام لأحد أفراد الجيش الحر: ''لدي معلومات. فقط أوصلوني إلى بيروت، وسأعطيكم مفاجآت لم تكونوا لتحلموا بها''. وقد عرض الجيش الحر مقطع فيديو يظهر هسام وهو في غرفة، ومحاطا بمجموعة من الأفراد المسلحين. لبنان تحتج وتركيا تستدعي قنصلها وطلب الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، أمس، من وزير الخارجية تسليم ''كتاب احتجاج'' إلى السلطات السورية على الخروقات السورية للحدود اللبنانية، حول سقوط قذائف وعمليات توغل في لبنان من الجانب السوري. بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية. من جهتها استدعت تركيا قنصلها بمدينة حلب السورية للتشاور، بعد تصعيد أعمال العنف هناك.