قدم خبراء من المجلس الإيطالي للاجئين واتحاد الحقوقيين الإيطالي للدفاع عن حقوق الإنسان، دورة تدريبية لحقوقيين جزائريين، تتصل بموضوع ”حماية المهاجرين وأسرهم والمجموعات الهشة” وتسيير ملف اللجوء، وهي دورة تأتي لتعميق خبرة الطرف الجزائري، بالنظر لعدد اللاجئين عبر الجزائر من الماليين، السوريين والصحراويين. ومثل الطرف الجزائري في الدورة التدريبية الهيئة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، بالإضافة إلى فرع المفوضية السامية للحماية اللاجئين بالجزائر، حيث عقدت الدورة التدريبية بولاية وهران، مثلما أكده مشاركون من لجنة قسنطيني ل ”الفجر”. كما تمحور التدريب أيضا حول طرق تفعيل الاتفاقية الدولية لحماية المهاجرين من أجل العمل، التي وقعت عليها الجزائر ومدى التزام الجزائر بالصكوك الأساسية الأممية لحقوق المهاجرين. وسلط الضوء خلال الدورة على حالات القصر اللاجئين بدون مرافقة الأولياء في مراكز مؤمنة وملائمة؛ إذ أوصى الخبراء الايطاليون بأهمية التعامل الحذر مع هذه الشريحة بعدم إرجاعاهم إلى أوطانهم الأصلية إلا بعد ضمان وجود الولي الشرعي وذلك بالتنسيق مع المصالح القنصلية لبلدانهم. تناول الخبراء أيضا خلال اللقاء الأول من نوعه لموضوع تعرض المهاجرين القصر لحالات العنف والاضطهاد والاتجار بالبشر، فضلا عن النظم القانونية الدولية المؤطرة لمجال حقوق القصر اللاجئين. وتظهر أهمية الدورة في الجهة المكونة بالنظر للخبرة الواسعة لمجموعة الحقوقيين الايطاليين في ملف اللاجئين لاعتبارات أنها مجموعات ليست عناصر فاعلة في الفدرالية الأوروبية لحماية والدفاع عن حقوق الإنسان فقط، بل أيضا تملك خبرة في التعامل مع ملف اللاجئين والهجرة، باعتبار أن إيطاليا أحد البلدان المهمة التي يتدفق عليها المهاجرون واللاجئون بطرق رسمية أو عبر قنوات غير رسمية، أبرزها على الإطلاق تلك التي شهدتها خلال الحرب الليبية، إذ استقبلت أعدادا كبيرة من الأفارقة، ناهيك عن الهجرة غير الشرعية عبر البحر. كما يأتي اللقاء لتمكين الحقوقيين الجزائريين وأعضاء اللجنة من التدرب على معالجة ومرافقة اللاجئين، سيما وأن عددا كبيرا من اللاجئين تدفقوا على الجزائر في الفترة الأخيرة ، منذ اندلاع الحرب الليبية وما رافقها من نزوح كبير لللاجئين الماليين نحو الجزائر، فضلا عن اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم الجزائر مؤخرا، دون أن ننسى اللاجئين الصحراويين بالمخيمات بتندوف. تجدر الإشارة إلى أن العدد لا يشمل العناصر الإفريقية الأخرى التي دخلت الجزائر من بوركينا فاسو، النيجر والكاميرون عبر قنوات غير رسمية واستقرت في الجزائر. وتندرج الدورة التدريبية في صميم اهتمام الحكومة الجزائرية بملف اللاجئين، كونها من بين الموقعين على الاتفاقية الدولية الخاصة بحماية اللاجئين لدى الأممالمتحدة، زيادة على أن الجزائر تعاني من ظاهرة الهجرة غير الشرعية لأبنائها نحو أوروبا بأعداد كبيرة. ومن أهم التوصيات التي توج بها هذا اللقاء الحاجة إلى خلق هيئة تدافع عن حقوقهم بصفة حصرية، سيما الحقوق المتصلة بالصحة والتعليم والمساعدة النفسانية والاجتماعية ومختلف الحقوق التي يحظى بها الأطفال في بلدانهم إلى جانب الحق في اللجوء والتكوين المهني والحصول على العمل بعد بلوغ السن القانونية.