بعد توقيع "إتفاقيات إيفيان" طلبت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية من الأطباء الجزائريين والأوروبيين الذين كانوا في تونس أن يتطوعوا للعمل بمستشفيات الجزائر العميقة. تطوع الكثير من الأطباء للعودة إلى الجزائر بالرغم من جو الرعب الفظيع الذي كانت منظمة ال O.A.S تزرعه، كان الدكتور Carlo Pantelli من أولئك الأطباء المتطوعين الذين نزلوا في بلكور أو حتى بلوزداد بالعاصمة الجزائرية. يروي الدكتور Carlo Pantelli أن حيّ بلوزداد كان وقتها مقسما إلى قسمين: القسم الأعلى يسطر عليه جنود جبهة التحرير الوطني والقسم الأسفل يحتله مجرمو ال OAS أو "المنظمة السرية للجيش الفرنسي". عمل الدكتور Carlo Pantelli في مستوصف نعيمة بشارع محمد بلوزداد الذي كان يسمى وقتها شارع .Lyon كان المجاهدون قد حرروا ذلك المستوصف من مجرمي ال OAS بقوة السلاح، يقول الدكتور Carlo Pantelli عن تلك الأيام السوداء ما يلي "كنا نعمل في ظروف مرعبة كانت فرقة من المجاهدين تحرسنا، بيد أن الكثير منا كان يحمل السلاح، كان الجو جو حرب حقيقية، غير أن إرادتنا كانت قوية في تجاوز كل المحن. ما بقي يؤلم الدكتور Carlo Pantelli حتى وفاته سنة 1989 بروما هي وفيات بعض الأطفال والنساء، أما الفريق الطبي »لم نكن قادرين على إنقاذهم لأن قتلة ال OAS كانوا يصوّبون رشاشاتهم إلى رؤوس ضحاياهم، وعندما تصاب ضحية برصاصات عديدة في رأسها، كانت تموت بين أيدينا ونحن عاجزون عن إنقاذها كانت تلك مأساة حقيقة هكذا شهد الدكتور Carlo Pantelli بألم عن جرائم ال OAS الفظيعة. كان الدكتور Carlo Pantelli من عائلة إيطالية عريقة، انضم إلى الفريق الطبي لجبهة التحرير الوطني في سنة 1958، عمل بالحدود التونسية فعالج رفقة زملائه عشرات الجرحى من مجاهدي جيش التحرير الوطني، بعد الاستقلال، أقام في بلادنا حتى سنة 1966 ثم هجر إلى روما فمات هناك في 1989.