أكدت، أمس، وسائل الإعلام اليمنية، تعثر مبادرة الحوار الوطني بسبب إصرار السفير الأمريكي على المشاركة في جلسات المبادرة. وأوضحت صحيفة "التغيير" اليمنية أن الحوثيين قاطعوا جلسة الحوار الوطني في صنعاء، أمس، احتجاجاً على حضور السفير الأمريكي، جيرالد فايرستاين، إلى مقر اللجنة مع باقي سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية. وقال ممثل الحوثيين في اللجنة، محمد ناصر البخيتي، "أبلغ ممثلونا في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، رئيس اللجنة الدكتور عبد الكريم الارياني، بعدم حضورهم جلسة أمس الموافق 17 سبتمبر احتجاجاً على حضور السفير الأمريكي إلى قاعة الاجتماع". وأوضح البخيتي أن مقاطعة جلسة الأمس تأتي في سياق موقف جماعته "الرافض للسياسة العدائية لحكومة الولاياتالمتحدة تجاه اليمن والأمة الإسلامية". واتهم القوات الأمريكية "بانتهاك سيادة اليمن وقتل مواطنين يمنيين، ودعم الكيان الصهيوني الغاصب، وإثارة الفتن بين المسلمين على المستوى المحلي والإقليمي". واعتبر أن "أمريكا تمارس سياسة تؤدي إلى تقويض الاستقرار، وسقوط ملايين الضحايا"، مشيراً إلى أن "آخر تلك الانتهاكات هي الإساءة للرسول محمد". وتتهم بعض القوى السياسية اليمنية الحوثيين بالإشراف على اقتحام السفارة الأمريكية في صنعاء يوم الخميس الماضي، لكن البخيتي قال إن ما حصل هو "هبّة شعبية تمّت بعفوية من قبل الشعب اليمني بسبب الفيلم المسيء للرسول محمد". يشار إلى أن جماعة الحوثيين قبلت المشاركة في الحوار الوطني بين مختلف القوى السياسية في اليمن من أجل الإعداد لدستور جديد للبلاد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية إثر انتهاء الفترة الانتقالية الحالية في فيفري 2014، في حين أن الجماعة لم توافق على المبادرة الخليجية الموقّعة بين بعض القوى السياسية اليمنية. جدير بالذكر أن السفارة الأمريكية في اليمن أوقفت خدماتها القنصلية، كما ذكرت السفارة الأمريكية في بيان لها، أمس، حتى إشعار آخر تحسبا لموجة جديدة من الاحتجاجات التي أسفرت الخميس عن محاولة اقتحام مبنى السفارة. وحذرت السفارة الرعايا الأمريكيين من الاقتراب من محيط مقرها خشية وقوع مزيد من الاحتجاجات الغاضبة بسبب الفيلم المسيء للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، واصفة الموقف بأن "الوضع غير مستقر" وسادت حالة من الهدوء الحذر لليوم الخامس على التوالي العاصمة اليمنية صنعاء بعد تفجر الموقف والغضب الشعبي احتجاجا على الفيلم المسيء وسط إجراءات الأمن المشددة.