الطائفية تتجذّر، اليوم، في البلدان المسلمة الناطقة باللغة العربية، وقد تضاعفت حدة هذه "الطائفية" بعد سقوط عدد من المستبدين كصدام حسين، معمر القذافي، حسين مبارك وزين العابدين بن علي. كان هؤلاء المستبدون يحضنون بيض الطائفية كإناث الطيور الجارحة، في ظل حكمهم منعوه من الفقس، أما وقد سقطوا فإن بيض الطائفية الذي سخنوه وحضنوه، فقس وهو مارج بفعل "هواء التمرد" الذي هب خلال ما "سمي بالربيع العربي". من هذا البيض المارج، خرجت طوائف متعصبة جاهلة بل إرهابية لا تتردد حتى في حرق "أعضائها"!. لقد انقسم العراق بعد الإحتلال الأمريكي ولا زالت الإنقسامات تعصف به. "الشيعة" يستبدون بالحلم و"السنة" لا يهادنونهم، أما الأكراد، فبالرغم من "سنيتهم" فإنهم فضلوا "القبلية العرقية" وأسسوا "دولة شبه مستقلة" في شمال البلاد!. كيف يحدث هذا في "بلاد بابل"، أقدم الحضارات؟ وكيف يحدث هذا في بلاد يقول بعض الخبراء إنها أكبر "مخزون لأغلى بترول في العالم" يوجد في باطن أرضها؟ ليبيا لا تقل مأساة عن العراق، فقد خرجت بعد اغتيال معمر القذافي مشتتة، متفرقة إلى "قبائل" و"طوائف" "ثوارها" دعوا مثل "ثوار العراق"القوى الأجنبية" لتخليصهم من الإستبداد، وهاهم اليوم يسجلون حدث أصبح وصمة عار بالنسبة للمسلمين، إن قتل السفير الأمريكي وأعوانه في ذكرى حوادث 11 سبتمر 2001 لا يمكن قبوله حتى في أكثر العصور ظلامية، لقد أوقعوا بلادهم في "قبضة القوى التي كانت تتربص بخيراتهم" فهم الآخرون يملكون حسب الخبراء "مخزونا كبيرا من أغلى بترول في العالم"، ناهيك عن أنهم "بوابة هذا الساحل الإفريقي المضطرب" الذي يملك ولا شك معادن نادرة نضبت في أماكن أخرى وحتى بترولا قد يغرق صحاريه في العشريات المقبلة!، فيلم "براءة المسلمين" الرديء في نظر الجميع لم يكن سوى طعما للأغبياء الذين يتطرفون في الطائفية والقبلية في وقت يتطرف فيه الأقوياء في سلب خيرات الضعفاء من أجل بناء أوطانهم والبقاء في صدارة القوى الفاعلة في العالم". المتحضرون يتظاهرون سلميا والجهالة الأغبياء يقتلون ويحرقون دون التفكير في العواقب، لقد أنتج بعض الأمريكان الصهانية فيما يسيء للإسلام فلماذا لا يرد عليه الليبيون بإنتاج فيلم مضاد؟ قال المقريف، رئيس البرلمان الليبي: "هي مؤامرة مدبرة من "القاعدة"، "لكن لماذا اختارت القاعدة ليبيا لتقوم بعملها الإجرامي؟" لأن ليبيا الحالية مقسمة إلى قبائل "متقاتلة" وطوائف جاهلة متناحرة لا يمكن التحكم فيها لا بالدين ولا بالوطنية أولا حتى بتدخل الشيوخ. مثل شعب ليبيا، كل الشعوب العربية قابلة للإشتعال فاقتراف كل الجرائم الممكنة وغير الممكنة! وكيف لا تشتعل وأغلبها يجلس على نصف مخزون العالم من الغاز الطبيعي ناهيك عن ثلث العالم من مخزون البترول؟. لا بدأن تشتعل لتعم الفوضى فيستغل "الأقوياء" الفرصة لسرقة كل تلك الخيرات...... .. يتبع