أفادت مصادر متطابقة ل”الفجر”، وشهود عيان، أن 3 من أعوان الحماية المدنية بولاية البليدة تعرضوا لإصابات متفاوتة الخطورة بعد تعرض مواطنين لهم بالضرب والرشق بالحجارة، ومن ثم الإلقاء بهم في السنة اللهب، فيما كاد عون آخر أن يتعرض للذبح بعد أن قام أحد الأشخاص بوضع منجل على رقبته ولولا تدخل عقلاء لتفاقم الوضع، وذلك على مستوى منطقة الحماليت وطريق الشريعة التي عرفت منذ نهاية الأسبوع حرائق مهولة. وفيما لم تعلق المديرية الولائية للحماية المدنية على هذه الاعتداءات، علمنا من مصادر طبية موثوقة أن أحد الأعوان الذين ألقي بهم في النيران تعرض لحروق من الدرجة الثانية على مستوى الظهر والرقبة، فيما أصيب آخر بكسر على مستوى الرجل. وجاء الاعتداء الذي طال الأعوان ومنهم أيضا الأعوان التابعون لفرقة الحميز من قبل مواطنين غضبوا لتأخر وصول فرق الإطفاء إليهم، والتي كانت مركزة على إخماد الحرائق في العديد من الأماكن الأخرى، قبل أن يتم استدعاء فرق ولايات مجاورة، على غرار استدعاء الرتل المتنقل لمكافحة حرائق الغابات لولاية عين الدفلى، والفرقة المتنقلة للوحدة الوطنية للتدريب والتدخل للتدعيم بالدار البيضاء. من جهته، رفض الملازم عادل الزغيمي، المكلف بالاعلام على مستوى المديرية الولائية، التعليق على هذه الوقائع، مشيرا من جهة أخرى إلى أن جهود كل الفرق وأعوان الحماية المدنية انصبت على إنقاذ الأرواح والممتلكات وأن هذه السلسلة من الحرائق تطلبت تجنيد واستدعاء كل الأعوان الذين كانوا في عطلة نهاية الأسبوع، وأن الجميع سيبقى في خدمة المواطن مهما كانت الظروف، مذكرا بالتضحيات التي قدمها الأعوان في عز شهر رمضان حيث تجند الجميع أيضا لإخماد الحرائق التي اندلعت في حينها، والتي جابهها الأعوان بكل شجاعة دون التفكير بالتراجع، مضيفا أن الأمر يبقى واجبا مقدسا على العون أن يؤديه وفي كل الأحوال. إلى ذلك، كشفت حصيلة أولية لمصالح الحماية المدنية بولاية البليدة عن الخسائر التي نجمت عن سلسلة الحرائق التي شبت عبر الغطاء الغابي للولاية، عن إتلاف 448.14 هكتار تحولت إلى رماد منذ نشوب أولى تلك الحرائق صبيحة الجمعة المنقضي. وحسب الملازم عادل الزغيمي فقد تمكنت فرق الإطفاء إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة السبت إلى الأحد، من إخماد 15 حريقا عبر الغابات المتواجدة ببلديات بوعينان وأولاد يعيش وبوقرة والبليدة وبوعرفة وبوفاريك والصومعة ومفتاح والأربعاء وصوحان ومفتاح وجبابرة والشريعة وأولاد سلامة. علما أن أكبر الخسائر سجلت بمحيط الحظيرة الوطنية للشريعة حيث أتلفت ما لا يقل عن 200 هكتار من المساحة الغابية. وتبقى هذه الحصيلة مؤقتة حسب المتحدث نفسه بالنظر إلى نشوب حرائق أخرى صبيحة يوم أمس الأحد عبر ثلاث مواقع موزعة عبر كل من منطقة سيدي سالم ببلدية بوعرفة، وبغابة الزاوش ببلدية أولاد يعيش، وبغابة قارة منصور ببلدية بوقرة. وكشف زغيمي عن تعرض 29 عونا من الحماية المدنية لإصابات مختلفة أثناء عملية إخماد الحرائق من بينهم 6 تعرضوا لحالات اختناق بالدخان، فيما أصيب ثلاثة برضوض و2 آخران بحروق بينما لم يتم تسجيل وقوع أي خسائر بشرية، علما أن عمليات التدخل ساهمت في إنقاذ مساكن وممتلكات مواطنين عبر العديد من الأماكن التي اشتعلت بها النيران.