يضع المخرج عبد الباقي صلاي، اللمسات الأخيرة لفيلمه الوثائقي الخيالي حول رجل الثورة والمجاهد، الراحل عبد الحفيظ بوصوف، ويحمل عنوان ‘'أسطورة المخابرات الجزائرية عبد الحفيظ بوصوف''، والذي من المقرّر أن يعرض في 31 ديسمبر القادم بمناسبة مرور 32 سنة على وفاته. يعتبر الفيلم الوثائقي ‘'أسطورة المخابرات الجزائرية عبد الحفيظ بوصوف''، أول عمل مصوّر يتعرّض لهذه الشخصية التاريخية والثورية التي تركت بصماتها في تاريخ الدولة الجزائرية الحديثة. وقد تأخر تصوير الفيلم الذي انطلق رسميا في 31 ديسمبر 2011، بسبب التمويل وغياب بعض الوجوه الشاهدة، بالإضافة إلى التدقيق في المعلومات، حتى لا نقع في الخطأ التاريخي''. وسيركّز الفيلم الذي تموّله وزارة الداخلية بدعم من ولاية ميلة، حسب مخرجه، على ما قدّمه الرجل من إسهامات في الثورة الجزائرية، وتنظيم أُسُس الدولة الجزائرية بعد الاستقلال منها تأسيسه للصحافة والإعلام، وإنشائه للإذاعة الجزائرية، كما يعدّ المؤسس الأول لجهاز الاتصالات السلكية واللاسلكية الذي أصبح المخابرات فيما بعد، كما قام بتنظيم كل هياكل الدولة بعد الاستقلال. ولتسليط الضوء على الشخصية أكثر، يعرض الفيلم في 52 دقيقة، شهادات متعدّدة لمجاهدين عايشوا الرجل أو كانوا تلاميذ عنده، على غرار العقيد حسين سنوسي الذي كان من بين الطيّارين في الفيلق الذي أرسله بوصوف إلى الاتحاد السوفياتي سابقا وأحد رجالاته فيما بعد، بالإضافة إلى شهادة عبد الله شعبان، أمين عام وزارة الداخلية سابقا وأحد أعضاء ‘'المالغ‘'، وتعرّف على شخصية بوصوف عن قرب، حيث سبق أن استضافه في بيته رفقة الشهيد العربي بن مهيدي. كما نجد ضمن الشهادات أيضا تدخلا لخالد بن اسماعيل، أمين عام حزب الحركة الديمقراطية الجزائرية للراحل بن بلة، والذي تحدث عن تمويل الثورة التحريرية بالسلاح والذخيرة، وكيف أشرف بوصوف على تمويل الثورة، وحتى إرسال السلاح إلى منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك.. وغيرها من الشهادات. كما أثار الفيلم عددا من القضايا وأجاب على عدد من الأسئلة، منها سبب استقدام بوصوف للعقيد هواري بومدين ومساعدته له وتكوينه. ولا يعتمد الفيلم على التوثيق فقط، إذ يضم أيضا مشاهد تمثيلية صوّرت في كل من قسنطينة، تلمسان، مغنية، سكيكدة وميلة. ومن المنتظر أن تحظى شخصية عبد الحفيظ بوصوف بفيلم سينمائي درامي، من ساعتين كتب سيناريو أحداثه عمار بن ميلي.