نفى مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة، ما ذكرته وتناقلته بعض وسائل الإعلام الأجنبية، عن وجود قوات أمريكية في الأردن لمساعدة اللاجئين السوريين، أو لغايات مساعدة القوات المسلحة الأردنية لمواجهة أي أخطار تتعلق بالأسلحة الكيماوية. وأكد المصدر أن القوات المسلحة الأردنية قادرة ولديها إمكانيات كافية لمواجهة أي تهديدات مستقبلية مهما كان نوعها. وأوضح المصدر أن وجود أي قوات صديقة أو شقيقة في الأردن، هو لغايات تنفيذ التمارين المشتركة، التي تنفذها القوات المسلحة ضمن برامجها التدريبية السنوية مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة وهذا معمول به منذ عشرات السنين وليس بالأمر الجديد وليس له أية علاقة بما يجري في المنطقة، حيث نفذت القوات المسلحة في صيف هذا العام تمرينا مع أكثر من 19 دولة شقيقة وصديقة. وجاء هذا النفي من قبل الأردن، ردا على ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أمس الأربعاء، أن الجيش الأمريكي أرسل قوة خاصة إلى الأردن لمساعدة المملكة، على مواجهة تدفق اللاجئين السوريين والتحضير لسيناريوهات تشمل فقدان السيطرة على الأسلحة الكيميائية. وقالت الصحيفة إن القوة البالغ عددها 150 عنصر وتضم مخططين وأخصائيين يقودها ضابط أمريكي كبير وتدرس سبل منع توسع رقعة النزاع السوري الدموي إلى الحدود الأردنية. وتعمل القوة في مركز شمال عمان على بعد 55 كلم من الحدود ما يجعلها أقرب نقطة تواجد عسكري أمريكي لمنطقة النزاع. وتقول الولاياتالمتحدة أنها تقدم مساعدة بتجهيزات غير قتالية للمعارضة السورية، لكنها امتنعت حتى الآن عن تزويدها بالأسلحة خشية أن تنتهي بين أيدي مجموعات إسلامية متشددة تشارك في النزاع، لكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حذر من تدخل أوسع نطاقا إذا استخدمت سوريا أسلحتها الكيميائية. وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين والأردنيين بحثوا إقامة منطقة إنسانية عازلة على الجانب السوري من الحدود تتولى القوات الأردنية مراقبتها بدعم أمريكي لكنهم عدلوا عن هذه الفكرة حاليا. وقالت الصحيفة إن القوة الأمريكية تمضي أكثر وقتها في مساعدة الأردن على تنسيق المساعدات الغذائية والمياه وخدمات أخرى أساسية للاجئين الواصلين إلى أراضيه. وفي وقت سابق هذا الشهر، قامت شرطة مكافحة الشغب في الأردن بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق لاجئين سوريين في مخيم شمال البلاد بعد إحراق خيم وتدمير أملاك احتجاجا على ظروفهم المعيشية. وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن أكثر من 200 ألف لاجئ سوري عبروا إلى الأردن منذ بدء الانتفاضة في سوريا قبل 18 شهرا. وأحصت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن 85 ألفا و197 لاجئ بينهم 35 ألفا و961 ينتظرون التسجيل. ويقطن الكثير من اللاجئين في مساكن مؤقتة في مدينة الرمثا (شمال) قرب الحدود مع سوريا أو لدى أقارب أو أصدقاء لهم في المملكة، بالإضافة إلى نحو 34 ألف لاجئ في مخيم الزعتري الذي تم افتتاحه في نهاية جويلية الماضي.