انتقدت الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عيلهم بالإعدام فيلم ”زبانا”، على اعتبار أنه يقدم معلومات لا أساس لها من الصحة وتنقص من قيمة الشهيد زبانا، خاصة وأن العمل تاريخي ويوثق لأحداث حقيقية تتوارثها الأجيال، وطالبت بضرورة التدوين السليم لكل تفاصيل التاريخ الجزائري وعدم تشويه نضال شهداء الثورة ومناضليها ممن ضحوا بالنفس والنفيس في سبيل الوطن. ووصف رئيسها مصطفى بودينة، خلال الندوة التي نشطها بمقر هيئته بالعاصمة العمل السينمائي يتضمن مجموعة من الأحداث التاريخية الغير دقيقة، وألّح على حتمية الإسراع لتصحيحها حتى لا يكون لأصحاب الفيلم يد في تشويه الحقائق، وأبدى رئيس الجمعية أسفه الشديد لأن طاقم العمل وعلى رأسهم كاتب العمل عز الدين ميهوبي، الذي لم يتأكد حسب ذات المتحدث، من صحة معلوماته لدى أعضاء الجمعية، وكذلك لجنة القراءة التي أوكلت لها مهمة التدقيق في قصة الفيلم والتحقيق في الأحداث التي تضمنتها. وطالب رئيس الجمعية المعنيين بالعمل الإسراع إلى تصحيح الوقائع التي يقدمها للجمهور والمتعلقة بمعاناة المحكوم عليهم بالإعدام وحقيقة همجية القمع التي تعرضوا له إبان الحقبة الاستعمارية، خاصة وأن كاتب السيناريو لم يستق معلوماته مصادر موثوقة كما لم يعتمد على شهادات من عايشوا عن قرب تلك المرحلة. من جهة أخرى، اعتبر بودينة أن شهادة عبد القادر الأخ الأصغر للشهيد زبانا، لا تحمل أي منطق ولا مصداقية لها لأن هذا الأخير لم يعش حياة السجن، كما أن العمل غض الطرف عن الممارسات القمعية للسلطات الفرنسية، واهتم بتفاصيل سطحية لا تمنح أي إضافة للفيلم على حساب المعاناة النفسية والنضال السياسي للمحكوم عليهم بالإعدام على حد قوله. يذكر أن العمل حصل على موافقة لجنة القراءة بوزارة المجاهدين وكان ميهوبي، قد صرّح خلال العرض الأول للفيلم شهر أوت المنصرم، أنه اعتمد على شهادات شخصيات عايشت تلك المرحلة على غرار علي زعموم المحكوم عليه بالإعدام الذي عرف أحمد زبانة في سجن برباروس، والأستاذ زرطال محامي الشهيد الذي حضر خلال تنفيذ حكم الإعدام، وكذا سعيد اسطمبولي رفيق زبانة في السلاح، علما أن فيلم ”زبانا” سيعرض أمام الجمهور أيام 17، 18، 19، 20، 22، 23، 25، 29، 30 و31 من الشهر الجاري.