خضع، مؤخرا، الوادي الكبير الذي يشق مدينة باتنة في المنتصف إلى عملية تنظيف واسعة مست بشكل كبير شطره المار بحي الزمالة. وقامت مصالح البلدية وفرق التنظيف بإخراج ما يزيد عن 500 طن من النفايات تشكل خطرا حقيقيا على الصحة العامة للسكان، لاسيما القاطنين بالأحياء القريبة منه وهم الذين طالما اشتكوا من الروائح الكريهة المنبعثة منه خصوصا خلال الصيف، فضلا عن تحوله إلى مفرغة عمومية لنفايات السكان وتجار الخضر والفواكه الذين يرمون الخضر الفاسدة في الوادي، ما أدى إلى محيط بيئي كارثي. يذكر أن عملية التنظيف شارك فيها عدد كبير من المتطوعين، وقد تم في هذا الصدد أيضا تطهير 140 بالوعة بعدة أماكن بالمنطقة، بعد أن كانت مسدودوة بالأوساخ جراء الرمي العشوائي للفضلات التي كانت تتسبب في فيضانات عند تساقط الامطار بغزارة. وفي ذات السياق انعقدت مؤخرا جلسة عمل بمقر ولاية باتنة تحت رئاسة الوالي وبحضور رؤساء الدوائر، وذلك من اجل دراسة الوضعية العامة لحملة التطهير وتنظيف المحيطات العمرانية بالولاية، وطرح المتدخلون خلال الاجتماع مشكل العتاد كعائق كبير لقلة حملات النظافة، ما أدى إلى تجمع الفضلات والقمامة بأحياء المدينة ودوائرها. واستنادا إلى البيان الصحفي الصادر من الولاية فقد تم اتخاذ جملة من التدابير الاستعجالية للقضاء على هذه المظاهر المشينة، أهمها تخصيص غلاف مالي لاقتناء العتاد الموجه للتطهير والنظافة للبلديات التي تعاني عجزا ماليا مع تخصيص مبالغ مالية لشراء حاويات القمامة. وفي إطار القضاء على الأسواق الفوضوية فقد ارتاح سكان حي 1200 مسكن وحي سوناتيبا من السوق العشوائي المحاذي لعماراتهم، بعد أن مسته عملية التطهير ومنع التجار من احتلال الرصيف المحاذي للطريق الرئيسي مع ما يخلفونه من أوساخ، فضلا عن عرقلة حركة السير ومنع الراجلين من استغلال المكان الطبيعي لهم. ويتساءل السكان عن السر في عدم استغلال السوق المغطاة والموجودة بالقرب من السوق العشوائي التي ظلت فيها جل المحلات مغلقة منذ سنوات طويلة، فيما يلجأ التجار إلى عرض سلعهم في الطريق العام.