يعرف اليوم مصير هدنة عيد الأضحى بسوريا، بعدما أعلن المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، قبول النظام السوري وكل الأطراف التي استشارها من المعارضة وقف إطلاق النار ابتداء من غد الجمعة. فالحكومة ستعلن موقفها رسميا اليوم ومثلها سيفعل الجيش الحر الذي عبر عن استعداده الالتزام بالهدنة إذا وافق النظام عليها، وسيكون بذلك الإبراهيمي قد نجح في تحويل مسار الأزمة إلى مستوى يفتح الأمل في إيجاد حلول لها. أعلنت وزارة الخارجية السورية، أمس الأربعاء، أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، ستعلن قرارها اليوم الخميس، بشأن اقتراح المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى المبارك. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، في بيان أمس، ”ما زال طرح وقف العمليات العسكرية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك الذي يحل غدا الجمعة المقبل، قيد الدراسة من قبل القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، وسيصدر الموقف النهائي يوم غد بخصوص هذا الموضوع”. وكان الإبراهيمي أعلن في وقت سابق أمس في مؤتمر صحفي، في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة ، إن الحكومة السورية وافقت على وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى، مشيرا إلى أنها ستصدر بيانا خلال امس أو اليوم كحد أقصى، تعلن خلاله موافقتها الرسمية على وقف إطلاق النار. وأضاف أنه أجرى اتصالات مع كافة الأطراف داخل سوريا ومعظمهم يوافق على عقد هذه الهدنة. وتشهد سوريا منذ مارس 2011 تظاهرات تطالب بالإصلاح وبإسقاط النظام تحولت إلى مواجهات بين أجهزة الأمن السورية ومجموعات مسلحة أسفرت عن سقوط آلاف القتلى من الطرفين ومن المدنيين. من جهته أعلن الجيش السوري الحر أمس، أنه سيوقف إطلاق النار في سورية خلال عيد الأضحى، في حال التزام النظام بذلك أولا، بحسب ما أفاد احد القادة العسكريين لهذا الجيش. وقال رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، العميد مصطفى الشيخ، في اتصال هاتفي ”سيوقف الجيش السوري الحر إطلاق النار إذا التزم النظام بذلك”، مشككاً في أن تقوم القوات النظامية بوقف إطلاق النار حتى لو أعلنت ذلك. في غضون ذلك، أفادت الأنباء الواردة من دمشق بسماع دوي انفجار كبير في منطقة المعضمية جنوبي العاصمة السورية. وقالت مصادر المعارضة السورية إن الانفجار أعقبه تصاعد دخان كثيف في المنطقة القريبة من مقر الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري. أما المصادر الحكومية فقد قالت إن حريقا اندلع في صهريج بعد انحرافه وانقلابه في ريف دمشق. وحول الوضع الميداني يقول مراسل بي بي سي في دمشق، عساف عبود، إن اشتباكات عنيفة دارت في مختلف أنحاء سوريا خاصة في ريف دمشق ودير الزور ليلة الثلاثاء. على صعيد آخر، نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن رئيس أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف قوله إن المتمردين السوريين حصلوا على صواريخ أرض-جو محمولة متطورة بما فيها صواريخ ستينغر أمريكية الصنع. وقال الجنرال ماكاروف إن الجيش الروسي حصل على معلومات تفيد بأن ”المسلحين الذين يحاربون قوات الحكومة السورية قد حصلوا على صواريخ مضادة للطائرات من مصادر مختلفة، بما فيها صواريخ ستينغر أمريكية الصنع”. وأضاف ”ما زلنا نتحقق من مصادر هذه الصواريخ”.