اعتقل السودان رئيس المخابرات السابق وعددا آخر من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين، أول أمس، بعد إحباط ما قيل عنه بأنه "مخطط تخريبي" للتحريض على "الفوضى" والنيل من زعماء سياسيين. وأبلغ شهود عيان، رويترز أنهم رأوا دبابات وعربات مدرعة تتحرك في شارع رئيسي بوسط العاصمة السودانية عند منتصف الليل لكن الحياة في المدينة كانت طبيعية خلال النهار حيث غصت متاجر وسط المدينة بالزبائن. ويحتفظ الرئيس السوداني عمر حسن البشير بالسلطة منذ نحو 23 عاما رغم الانتفاضات التي شهدتها المناطق الحدودية الفقيرة في البلاد بما في ذلك إقليم دارفور. غير أن السودان يعاني من أزمة اقتصادية منذ إعلان جنوب السودان الذي يضم معظم احتياطيات النفط المعروفة في البلاد استقلاله العام الماضي بموجب اتفاق السلام لعام 2005. وزاد ارتفاع أسعار السلع الغذائية حالة الغضب العام بشأن ضياع الجنوب وشجع نشطاء المعارضة على الدعوة لتنظيم احتجاجات. ويقول محللون إن الأزمة أدت أيضا إلى تفاقم الانقسامات في الحكومة وضيقت على نظام المحسوبية الذي يرون أن البشير يعتمد عليه. وفي السابق، كانت الاضطرابات بشأن ارتفاع الأسعار ونقص امدادات الطعام والوقود تسبق وقوع انقلابات في السودان. وقال وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان للصحفيين، إن رئيس المخابرات السودانية السابق صلاح قوش اعتقل مع آخرين للاشتباه في تحريضهم على الفوضى واستهداف بعض القادة ونشر الشائعات عن صحة البشير. وأجريت للبشير (68 عاما) جراحتان في زوره منذ الصيف، ويصر المسؤولون على أنه في صحة جيدة. وقال وزير الإعلام "تجمعت كثير من الحيثيات والدلائل على أن هناك حراكا يقصد به أحداث فوضى وينال بعض القيادات فى البلاد ويضرب استقرار البلد. تمّ اتخاذ إجراء احترازي وتم اعتقال الذين يريدون القيام بهذا العمل التخريبي وهم 13 شخصا من الجيش والمدنيين أبرزهم الفريق معاش صلاح قوش".